اتصل بنا
 

يا أبو السيارة السودا..لاكتب على مرايتها: أبو فوزي عيني يا يمه

نيسان ـ نشر في 2018-03-11 الساعة 13:13

x
نيسان ـ

كل ما نخشاه أن ما يجري من عبث دّبر بليل. هذا ما يجعلنا نحلم كوابيس، ونظن بالمستقبل سوءا. ما الذي يعده 'الآخرون' لمصائرنا؟.

فور تلقيها نبأ الموافقة على شراء سيارات ثمينة لرؤساء البلديات ضجّت الناس. والناس لا تضج من دون سبب.
كان درسا إيمانيا رفيع المستوى لرئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي، وهو يخاطب الشباب عن عزة الأردن واستقراره قبل أن ينتقل معهم إلى صلاة الجمعة.
في درس الجمعة خاطب الملقي الشباب أن عليهم أن يقدموا التضحيات بالغالي والنفيس من أجل الأردن، هزّ الشباب رؤوسهم موافقين، لكنهم يودون لو يكون الرئيس مثالا لهم.
على أن سيارات البلدية وضعت المعنى في حجر الشباب. الرئيس يريد أن نجوع ونتعرى. ألم يقرر الموافقة على شراء سيارات لسبع رؤساء بلديات من أصل عشر بلديات مصنفة أولى.
هل هذا يعني أن بلدية ذيبان أو ناعور ستحظى بعجل مرسيدس، وفق تصنيفات الرئيس للبلديات؟ أم انه سيجود على رؤسائها بكيا زرقاء مدهونة حديثا وأربعة جيد؟. لا نعرف فهذه الحكومة لا أحد يستطيع التكهن بقراراتها.
قال وزير الشؤون البلدية المهندس وليد المصري إن بلديات الكرك ومعان والسلط والرصيفة وعجلون والطفيلة والمفرق طلبت شراء سيارات لرؤسائها، مؤكدا أن المفرق والسلط والكرك تريد لرؤسائها أن يعتلوا ظهر المرسيدس.
كأنني أشتم رائحة غريبة لحرف بوصلة الأزمة عن سياقها الصحيح. لم لا؟.
بالمقابل هناك من يقول الرئاسة وفق مفهومنا المشوّه تتطلب شيئا من 'الكشخة' و'البرستيج' وكثيراً من الطيش والحماقة.
لا أعرف لماذا المفرق والسلط والكرك تريد المرسيدس عيناً؟
لدى عمدة الكرك ابراهيم الكركي الجواب. يقول الكركي : 'لم أطلب شراء سيارة أبداً، وإذا إجت علينا رح أحرقها على دوار الكرك'.
رئيس بلدية الكرك في اتصال هاتفي مع كاتب هذه السطور يتمسك بمفتاح مركبته القديمة، ويرى أنها تؤدي الغرض ولا حاجة لاستبدالها أبدا.
بالنسبة للكركي فإن مدينته لا تحتاج مركبة لرئيس بلديتها، على سبيل العرط و'الفشخرة' بل تحتاج تنمية حقيقية تنعكس على مستوى خدماتها للناس.
ما لم يقله الكركي، وأعرفه جيداً كما يعرفه الأردنيون من قبلي أن الكرك والمفرق والسلط مدن ارتبطت بالحراك الشعبي المطالب بإسقاط الحكومة ومجلس النواب والعودة عن رفع الأسعار الأخيرة.
فهل هذا يكفي لفهم دواعي حديث المصري وأوهامه؟ أنا لا أملك الإجابة. لكن هناك من يهمس بالظن. وليس كل الظن إثم.
لم يعد مستغرباً وقوع الحكومة بورطات نتيجة سوء إدارتها وتقديراتها السياسية والاقتصادية، فالحكومة – هذه وسابقاتها ولاحقاتها- تقدم الشواهد الكثيرة على شيخوختها المبكرة، بعد أن بدأت تستنزف رصيد النظام السياسي في المحافظات والقرى الأردنية.
بعد كل ما قاله الكركي لا يمكن التسليم ببراءة حديث المصري عن بلديات بعينها أصرت على المرسيدس دون سواها، بل إنها تأتي في إطار اشتباك الرسمي الدائم بالقشور وترك الأصول كلما حرّكت مياه الشارع حادثة أو قصة حكومية. كل ما نخشاه ان ما يجري من عبث مدّبر بليل.

نيسان ـ نشر في 2018-03-11 الساعة 13:13

الكلمات الأكثر بحثاً