اتصل بنا
 

عمان عملاقة.. من كبّر حجره ما ضرب

نيسان ـ نشر في 2017-10-25 الساعة 13:37

x
نيسان ـ

طريفة الحكومة حد القهقهة، ففي الوقت الذي تعجز به عن توفير مبلغ 450 مليون دينار لتسديد التزاماتها مع صندوق النقد الدولي تكشف عن مشروع بناء عمان الجديدة بكلفة 10-15 مليار.
إذا كانت الحكومة بكامل طاقمها الوزاري غير قادرة على معالجة أزمة شحنة من البطاطا 'المعفنة' طوال أيام خلت، وسط تراشق التصريحات من الجانبين اللبناني والأردني، فكيف يمكنها إتمام مشروع بحجم إنشاء مدينة جديدة؟
بالنسبة لخبراء التخطيط، فإن طرح الملقي يكشف عمق التخبط الرسمي في إدارة الدولة، وفشلها في معالجة ومواجهة الازمات المركبة، وأنها تلجأ إلى 'شطحات' كبيرة بنية جر الأرجل للاستثمار، بينما هي في الواقع أقرب ما تكون إلى قفزة في الهواء.
قفزة لا تعني بالضرورة ان يعود من بعدها القافز واقفاً، فيما تلح الناس بأسئلة كثيرة حول تأثير مشروع عمان العملاق على اقتصادنا الوطني، والجدوى من إنشائه في وقت بدأ الحديث به عن تسويات إقليمة كبرى قد تكون على حساب الأردن وأهله.
ان يصرّح الملقي عن عمان جديدة ثم يترك الناس من دون معلومات او خطة أو حتى عناوين رئيسية عن عماننا الجديدة فهذا يعني ان الحكومة دخلت مرحلة الهذيان السياسي، أو الخرف الرسمي في استحضار هش لمشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ الذي أعلنت حكومته نقل الوزارات إلى العاصمة الجديدة بعد انتهاء مراحل الاستثمار بالعاصمة الإدارية الجديدة، وسط أسئلة مصرية كبيرة حول المشروع وأهدافه.
السيسي الذي سبق الملقي في خلق قاهرة جديدة كان يدرك تماما أنه يهرب من مواجهة الازمة الاقتصادية المستفحلة في مصر متوقعا ان تنهمر الاستثمارات الخارجية بمجرد اعلانه عن مشروعه الجديد.
نخشى أن تكون مشاريع الملقي ووعوده الوهمية بداية مرحلة طويلة سيكون عنوانها الإفلاس السياسي والاقتصادي بعد أن تبدلت اوليات الحلفاء وشحت عطاياهم.
يا دولة الرئيس، قالوا في الأمثال: 'مَن كبر حجره ما ضرب'، فمن أين ستموّل حكومتك الموقرة سامراءك الجديدة، وقبل ذلك، حبذا لو تشرح لنا من أين ستأتي بتمويل المفاعل النووي، والقطارات والباصات السريعة؟ ومشاريع الزيت الصخري؟ والطاقة البديلة؟ مع الرجاء أن لا تقول لنا أن كل هذه المليارات ستقترضها، لأن المديونية 'ستتمثنى' حينها عن حاجز الـ 80 مليارا.
وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا نرجوك أن تبلغ أحر سلاماتنا إلى باسم عوض الله الذي أشرف على ولادة المرحوم الصندوق الاستثماري الأردني- السعودي.

نيسان ـ نشر في 2017-10-25 الساعة 13:37

الكلمات الأكثر بحثاً