مرزوق الغانم.. حنجرة عربية ليست من هذا الزمان

تلقف الشارع العربي -على امتداده- مشهد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم وهو يوبّخ رئيس وفد إسرائيل في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في روسيا؛ فخرج دون أن يلتفت خلفه أو حتى يعترض .
الغانم خطف قلوب الناس بثوانٍ معدودة، وهو يوجه حديثه بحنجرة عربية ليست من هذا الزمان، لرئيس الوفد الإسرائيلي ويطلب منه ان يحمل حقائبه ويغادر القاعة في استجابة لردة فعل لكل البرلمانات الشريفة.
'يا محتل، يا قتلة الأطفال .. اخرج الآن من القاعة إن كانت لديك ذرة من الكرامة'
بهذه الكلمات حرّك الغانم وجدان الشارع العربي الذي نسي أو تناسى فلسطين منذ زمن، بعد أن أدخله الرؤساء والقادة في أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية مركبة لا يستطيع معها إلا أن يغرق بتفاصيلها من رأسه حتى أخمص قدميه.
الغانم لم يحمل سلاحاً أو سكيناً أو حتى حجراً وذهب إلى جانب الشباب المرابط في فلسطين مدافعاً عن كرامة العرب هناك، كل ما في القصة أنه تجرّأ وقال ما يريده الناس دون خوف أو خجل في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم أجمع.
صار مجرد الحديث بوجه المحتل الغاصب يطربنا ويعيدنا إلى نشوة المجد والعزة، أما الحديث عن السلاح والمقاومة واستعادة الأرض فليست سوى عناوين لا تحتمل كلف التطبيق.
اليوم، إذ ما تساءلت عن كرامة العرب عليك البحث عنها قرب أشلاء القتلى في سوريا وبين صرخات الأطفال في فلسطين وعلى أزيز الطائرات في اليمن، وعند شلال الدم في بلاد الرافدين. فأينما ولّيت وجهك تواجه دماء عربية تسفك.
ربما كان على الغانم أن يستدير قليلا ويوجه كلامه لزملائه العرب ممن كرسوا برلماناتهم للدفاع عن الصهيوني وشرعنة احتلاله استجابة لأسيادهم الأمريكان والصهاينة.