اتصل بنا
 

هل تنجح عمّان في النأى بنفسها عن "حروب" الخليج؟

نيسان ـ نشر في 2017-06-05 الساعة 16:38

x
نيسان ـ

جاء في الأخبار أن الأردن يرفض المشاركة بأية اصطفافات وتحالفات جديدة على هامش ما يحدث من صراع بين السعودية وقطر، وصل حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين الأشقاء، وجاء أيضاً أن عمان تثق بحكمة قادة الخليج في التغلب على أي خلافات بينهم.
يأتي الموقف الأردني الرسمي بعد إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بوصفها حاضنة وداعمة للإرهاب سواء في القاعدة او تنظيم داعش أو الاخوان المسلمين.
بعد نحو اسبوعين من انتهاء القمة العربية الإسلامية الامريكية يدخل الشرق الأوسط بأزمة جديدة وبعنوان خليجي/ خليجي، فيما يجلس 'الشيخ' الامريكي، دونالد ترامب في البيت الأبيض، على قهوته ودلاله متابعاً الأزمة وهي تنتقل إلى مستوى جديد من التوتر والتحشيد.
يشير متابعون إلى أن ضغوطاً تمارس على الأردن لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً من الأزمة، وربما تنجح هذه الضغوط في أن يدعو الأردن بوصفه رئيساً للقمة العربية إلى عقد 'قمة عاجلة' لاتخاذ موقف عربي موحد ضد قطر، وهو ما يحاول أصحاب القرار تجنّبه حتى اللحظة.
لكن مصادر رسمية تخشى تصعيد الخلاف الخليجي/ الخليجي إلى حدود يصعب فيها بقاء الموقف الأردني على حاله، وحينها قد تضطّر عمّان إلى تقليل مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة أو إلى تجميد العلاقات، مع استبعاد قطعها نهائياً.
وسط كل هذا التحشيد والشيطنة، تقف عمّان بعيداً عن فلسفة 'الجنة والنار' باعتبارهما خيارين لا ثالث لهما؛ معولة على حكمة خليجية في هزيمة كل الخلافات وتسويتها.
صحيح أن نأي عمان بنفسها عن الدخول في الاستقطاب الحاد بين الدوحة والرياض يعني أن الحكومة تعلمت من دروس المنطقة العربية جيداً، وتعلمت أيضاً ان تركيب الأزمات لا يعني سوى الانفجار السريع، كما يعكس القرار نضوجاً بالرؤية السياسية، غير أن الأردن الرسمي يتطلّع إلى واشنطن التي لا تزال تمسك بحلول الأزمة مثلما تمتلك القدرة على تصعيدها حتى آخر الشوط.
ما نخشاه اليوم، أن تستمر الضغوطات التي بدأتها عواصم عربية وغربية على عمان؛ لتغيير موقفها حيال ما يحدث في الخليج، ثم تبنيها موقف السعودية، في وقت انفردت به الدبلوماسية الأردنية بحالة من الاعتدال في علاقاتها الخارجية، حتى بدا الأردن ممثلا وحيدا وشرعيا لمحور الاعتدال العربي، متجنبة كل ما تعرّض له المحور من هزات وارتدادات كثيرة لغايات تغيير مساره.
في الحقيقة، قد تكون مساحات تحرك 'الاعتدال' الأردني محدودة، وهو بانتظار ما يرشح من واشنطن من تطوّرات في مواقفها وسياساتها، وهو يعي جيداً أن 'خلاف' الأخوة لا ناقة له فيه ولا جمل، لذلك اختار الملك عبد الله الثاني الكويت محطة أولى لزيارة خليجية قد يكون فيها محطّات أخرى، نأمل أن لا ننجر فيها إلى حرب ليست حربنا.

نيسان ـ نشر في 2017-06-05 الساعة 16:38

الكلمات الأكثر بحثاً