اتصل بنا
 

الدور الجديد لأحمد هليل..تسوّل بعمامة بيضاء

نيسان ـ نشر في 2017-01-21 الساعة 22:46

x
نيسان ـ

ما أن نزل قاضي القضاة، إمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل من فوق المنبر، حتى انتشرت خطبته السياسية على مواقع إلكترونية كثيرة؛ فبدأت حالة من الانقسام في الرأي تتشكل بين الناس على وسائط الاتصال المجتمعي، حول مهام الرجل الجديدة، وحصانته من تهمة 'تعكير صفو العلاقات مع دول صديقة'.
في الواقع استثارت الخطبة الشريحة الأكبر بين الناس، أو هذا ما بدا واضحا لكل من راقب ردود الفعل على 'الفيسبوك'، بعد أن رأوا في الخطبة امتهاناً لكرامة الناس من 'الشيخ

'.
الجميع يدرك أن المملكة تواجه ظروفاً صعبة، وهي اليوم في الزاوية الأكثر صعوبة؛ بعد ان شهدت البلاد سلسلة من العمليات الإرهابية، كانت آخرها في قلعة الكرك وقرية قريفلا، قبل أسابيع قليلة؛ ما يعني أن الإرهاب يضع الأردن ضمن سلة خياراته المستقبلية.
أن يخرج إمام الحضرة الهاشمية بخطبة بدت ذات مضامين سياسية، (محلية وإقليمية)، وصلت حد المناشدة الدينية لدول الخليج؛ لحثها تقديم 'المعونات' للأردن، فإن الأمر يعني ولوج الرسمي مرحلة جديدة عنوانها 'خلط الأوراق' أولاً، ثم الذهاب إلى 'مفاوضات' عبر منابر المساجد وأدواتها؛ بعد أن فشل كبير الليبراليين، ومن خلفه، كل السياسيين في تحقيق تقدم ملموس في ملف دعم دول الخليج للأردن.
من المستبعد أن تفهم ان الخطبة كـ 'اجتهاد خاص' من 'الشيخ'، لا سيما ان البلاد تمر بضائقة اقتصادية، فشلت الحكومة معها في إيجاد مخرج آمن سوى جيب المواطن، اضافة الى الحساسية البالغة التي يشعر بها الاردن تجاه 'الخليج'.
ولعل ذلك يبرر عودة صحافيين ومثقفين للعام 2012، حين حمل هليل نفسه إلى الاخوان المسلمين في الأردن مهنئاً بفوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية في مصر، في تأكيد منهم على تبديل أدوات الرسمي؛ انسجاماً مع ما تتطلبه المرحلة، في حين يغمز آخرون من قناة الرجل، مستذكرين 'اللطمات' التي تلقاها من مصلي المسجد الأقصى العام الفائت، في تأكيد آخرعلى فشل الرجل في إنجاز أية مهام خارج اختصاصه الشرعي.
يعتقد الخبراء أن كل ما تقوم به الحكومة اليوم لن يؤدي الى نمو اقتصادي، ولن يحسّن سياساتها المالية، في الإيراد والإنفاق، ما يبقيها في دائرة الركاكة والضعف، وأن عليها البدء فوراً بمرحلة جديدة تبدأ بضبط النفقات، ووقف حالة الهدر المالي، إلى جانب استرداد الاموال العامة من الفاسدين، حينها سيتشكل مناخ إيجابي لدى الناس بأن صانع القرار جاد في المحافظة على مؤسسات البلاد وحمايتها من تغوّل الفاسدين.
مرد سخط الناس على هليل وخطبته، كونها تأتي من باب 'الضرب بالميت حرام'، وعلى اعتبار أن التسول وإن غلّف بمفردات بليغة، في إطار من الشحذ الديني، يبقى تسولاً أردنيا، لكنه يرتدي عمامة بيضاء هذه المرة.
حسب قانونيين، فإن دور إمام الحضرة الهاشمية ينحصر في الجانب الشرعي للعائلة المالكة، من زواج وميراث ووصية ومواليد، وكل ما يندرج ضمن هذا الإطار، لكنه اليوم يشب عن الطوق، ويدخل على خط وزيري؛ الخارجية والداخلية في وقت تحكم الدولة قبضتها على الناس.
من يبلغنا بدور الرجل في المرحلة القادمة وضمن أي مساحة سيتحرك؟

نيسان ـ نشر في 2017-01-21 الساعة 22:46

الكلمات الأكثر بحثاً