اتصل بنا
 

القمم العربية ومواطن الكلاسيكو

نيسان ـ نشر في 2018-04-16 الساعة 12:56

x
نيسان ـ

من المحزن أن يكترث الشارع العربي - شباب وشيبة - بقمة الكلاسيكو الكروية أكثر من اهتمامه بالقمم العربية.
ربما للشارع العربي وجاهة في مبرر اهتمامه بالأولى التي يرى نتائجها على الأرض؛ ما يمكنه التفاعل معها، من دون أن يلتفت إلى الثانية التي ربما يحتاج فيها المواطن العربي إلى 'الفنجان' و'جني أحمر' ليصل إلى ما توصلت اليه من نتائج.
لولا نوعية الحضور لما زادت القمم العربية عن كونها مناسبة يحضر فيها زعماء وقادة الدول العربية ليسلموا على بعضهم ويتجاذبوا أطراف الحديث. ثم ينفضون كما اجتمعوا لا أثر ولا أثير.
في السابق كانت قمة. ينتظرها الناس أمام شاشات التلفاز 'بالابيض والأسود'. وكانت جامعة حقا حتى وإن اجتمعوا على ما لا يريد الرأي العام العربي. وكانت عربية أيضا. اليوم لا شيء مهما، هي مجرد لقاءات لا تعني أي شيء.
معروف أن مؤسسة الجامعة العربية أضعف من انتاج ما يدعو المواطن العربي إلى التعامل معها بجدية، فيما العلاقات العربية العربية وصلت حدا صار العرب فيها يتسابقون إلى حضن العدو، بحجة 'التحصين' والمنعة من الشقيق.
كأننا عدنا إلى القديم، والقديم جداً، عندما كانت دولة مثل الغساسنة منزوعة السيادة، خضع فيها الغساسنة في حكمهم بالمطلق إلى حكم الرومان.
كما لم تكن مملكة الحيرة أفضل حالا. أما المدهش تاريخيا، فهو أن الروم والفرس، حالهما اليوم - استعاضا عن هلاك جنودهما بجنود قبائل الممالك العربية في صراعاتهما. وكأن التاريخ يعيد نفسه دقة دقة.
عاد التاريخ إلى استدارته حزينا. استدارة يعمينا عنها التطور التكنولوجي المعاصر، لكن في الحقيقة لا شيء تغير. الأحفاد كالأجداد. ما اختلف سوى الثوب الذي ارتداه القوم. ثوب ولسان صار اعجميا. أما القلب فواحد مستعمر محاط بشرايين تنتهك كل سيادة للقلب على جسده.

نيسان ـ نشر في 2018-04-16 الساعة 12:56

الكلمات الأكثر بحثاً