اتصل بنا
 

ليس عدواناً ثلاثياً .. إنه رباعي

نيسان ـ نشر في 2018-04-14 الساعة 13:58

x
نيسان ـ

يحتفل مؤيدو بشار الأسد بأن دفاعاته الجوية التي كان حصل عليها من الاتحاد السوفييتي السابق قبل ثلاثة عقود تمكنت من صدّ 'العدوان الثلاثي' على دمشق.

ويسخر هؤلاء أيضا مما توعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسد بأسلحة ذكية على موسكو ان تنتظرها ولن تستطيع ايقافها.

لم يكتشف النظام السوري ومؤيدوه بعد أن مقاتلات التحالف قامت بالهجوم على أهدافها من الأجواء السورية من دون أن تكتشفها منظومات روسيا وراداراتها؛ وهو ما يفسر 'تبجح تغريدة ترمب' وانشغال موسكو بعد الصواريخ ومناطقها وكم أصابت.

هذا يعني ان الاحتفال والسخرية يدعوان للحزن على ما آلت إليه حالة العرب..

أما ما يدعو إلى السخرية حقا، فاستدعاء المؤيدين لمصطلح 'العدوان الثلاثي في حالة استدراج للحالة القومية الرافضة لأي انتهاك استعماري للأرض العربية. وكان هذا جيدا لو أن روسيا وايران لا تسرحان وتمرحان بأرض سوريا وتتحولان إلى الحاكم بأمرهما في دمشق.

في الحقيقة إن الشكل الذي انتهى اليه العدوان يعبر عن انتهاك رباعي، وليس ثلاثيا للارض العربية فمع الثلاثي' واشنطن ولندن وباريس هناك موسكو التي عقدت صفقتها. الصفقة التي ستظهر لنا خلال الاشهر المقبل على شكل واقع على الارض.

وبينما الأمر كذلك - وكما كان أجدادنا في الستين من القرن الماضي، وكما نحن اليوم - نحتفل بالشكل الاستعماري الراهن الذي آلت اليه الامة العربية، يشعر الأسد بالفخر لما نجح فيه من تحويل بلاده الى ماخور سياسي، ومجموعة من المستعمرات للقوى الغربية، وحلبة صراع ومكاسرة فيما المطحون فيها شعبه. شعبه ونحن معه.

قال الأسد، بُعيد العدوان الرباعي على بلاده: إن 'العدوان لن يزيد سورية والشعب السوري إلا تصميماً على الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب في كل شبر من تراب الوطن'.

وكأنه بقيت سوريا وكأن الشعب لم يهجر ويقتل حتى لم يتبق الا القليل منه، وكأنه وهو يقول 'كل شبر من تراب الوطن' يؤمن حقا أنْ قد بقي وطن، وأنه 'يمون' على شبر منه ينام فيه مطمئنا بعيدا عن الحمايات الاجنبية، بعد ان سلّمه إلى روسيا وإيران، وجعل شوارع مدنه وقراه تتحدثان بالفارسية.

نيسان ـ نشر في 2018-04-14 الساعة 13:58

الكلمات الأكثر بحثاً