اتصل بنا
 

التقينا في زمنٍ مضى

نيسان ـ غادة خليل ـ نشر في 2017-12-11 الساعة 11:28

x
نيسان ـ

التقينا في زمنٍ مضى!

ربما في حرب ما، كنتَ مصابا
وأسعفتُك، أو كنتُ أسيرةً
فحررتَني!

ربما التقينا على طريق الحج
صدفة،
واكتشفنا معا طريقا آخرَ لله
وتبعناه!

ربما كنتَ راهبا
وأنا أصعد ألفَ درجة كل يوم
لآخذ بركتي من دفء وجهك
وكنتَ لا تنتظرُ إلّايّ

ربما كنتَ عازفا جوّالا
وكنتُ حبيبتَك التي تخجلُ منها
وآلتُك هي صوتك وبيان روحك!

ربما كنتَ مُريدا لشمس التبريزي
وكنتَ تخافُ أن تخلطَ حبا بحب
حتى علمتَ بقلبك أن الحبَ لا ينقسم
وأنه هديةُ العارفين، فسكنتَ إليّ

ربما كنتَ عدوّي في حروب عبثية
وعشنا عمرا ملوَّعَين، تحكي عيونُنا
ما لا تحكيه أفواهُنا،
ربما جلبنا السلامَ للجميع!

ربما كنتَ عمرَ الخيام
وكنتُ ملهمتَك في أعظم ما كتبت
وأفوقك معرفةً بالأجرام والأفلاك
وكنتَ حزينا أنك لا تستطيع
أن تبوحَ باسمي!

ربما كنتَ دون كيشوت،
وكنتُ أنا أميرتَك التي حضرتْ من حرارة صدقك،
لتخطَّ الصفحةَ الأخيرةَ في حكاية الشهامة!

ربما كنتَ اينشتاين وكنتُ أنا من
استفزت اهتمامَك بالضوء للأبد حين انسكب من عينيّ عليك!

ربما كنتَ غريمي في الشعر وحلبة المبارزة
غلبتُكَ وغلبتَني
وغلَبَنا حبُّنا الساحقُ في آخر الأمر!

ربما كنتَ حبيبي الصغير الذي أرسِل للحرب ولم يَعُد،
لكن قلبي دلني عليك، لأجدك فاقدَ الذاكرة،
تراني ولا تعرفني، لكنك تقع في حبي من جديد!

ربما كنتَ المحكومَ ظلما في ساحةِ الإعدام،
وأنا النظرةُ الوحيدةُ التي حملتْكَ بسلام
حتى النهاية!

ربما كنتُ الأميرةَ أو الفقيرةَ في كل قصص الأطفال وأنت الأميرُ أو الفقير،
وفزنا ببعضنا بعد عناء!


ربما كنتُ أحمل لك مشعلَ النار وأنت ترسم مجرياتِ يومنا على صفحة كهفنا الأول!

التقينا فيما سبق! تقولُ
التقينا فيما سبق! أهز ّ رأسي!
تضحكُ .. أضحك!

نيسان ـ غادة خليل ـ نشر في 2017-12-11 الساعة 11:28

الكلمات الأكثر بحثاً