اتصل بنا
 

الصفدي: الأردن يتطلع للعمل مع إدارة ترامب وفق المصالح المشتركة

نيسان ـ نشر في 2017-01-24 الساعة 05:24

x
نيسان ـ

ترأس وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ايمن الصفدي، بالشراكة مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أعمال المنتدى الاقليمي الثاني لدول الاتحاد من أجل المتوسط الذي نظمته الرئاسة المشتركة للاتحاد 'الأردن والاتحاد الأوروبي' في برشلونة اليوم الاثنين.
وشارك في المنتدى الوزاري وزراء خارجية وممثلين عن الدول الأعضاء، البالغ عددهم 43 دولة، بالإضافة الى ممثلين عن المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الممولة لمشاريع الاتحاد في منطقة جنوب المتوسط.
وتبنى المنتدى خارطة طريق لتعزيز عمل الاتحاد في الفترة المقبلة، بهدف تطوير أطر التعاون والتنمية بين دول الاتحاد، بالإضافة إلى العمل على إيجاد حلول للقضايا الاقليمية والأزمات التي تمر بها المنطقة.
وركزت الدول الأعضاء خلال المنتدى الوزاري على دور الشباب المحوري والرئيسي في محاربة التطرف والارهاب في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والعالم بأكمله.
يشار إلى أن هذه هي الفترة الرئاسية الثالثة للمملكة؛ حيث تولت الأردن الرئاسة لأول مرة عام 2012 ولمدة سنتين وتم تمديد الولاية لعامين اخرين انتهت في أيلول 201.
وعملت الرئاسة الأردنية المشتركة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على تنظيم احد عشر اجتماعاً قطاعياً على مستوى وزاري وعدة اجتماعات تقنية على مستوى الخبراء في كل من مجالات الطاقة وتنمية الأعمال والنقل والتنمية الحضرية والبيئة والمياه والتعليم العالي والبحث والشؤون الاجتماعية والمدنية، كما تم خلال الرئاسة الأردنية اعتماد 47 مشروع تنموي أورومتوسطي.
وفي كلمته التي افتتح فيها أعمال المنتدى، أشار الصفدي إلى جهود الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم الأمن والاستقرار على المستويين الاقليمي والعالمي.
كما تطرق الصفدي الى دور المملكة في محاربة الارهاب والتطرف والأعباء الناجمة عن استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
وأكد أهمية دور الشباب في المنطقة وضرورة تمكينهم من التعامل مع الصراعات ومنع التطرف العنيف والتصدي له وبناء السلم المستدام.
وأشار الى 'المؤتمر الدولي للشباب: السلام والأمن'، الذي عقده الأردن برئاسة سمو ولي العهد والذي جاء ترجمة لرؤى سموه في تعزيز دور الشباب في المنطقة لمحاربة التطرف العنيف والإرهاب.
وتطرق الصفدي الى قرار مجلس الأمن التاريخي رقم 2250 المقدم من الأردن، والذي أسس لمرحلة جديدة يتم فيها إدماج الشباب كشريك أساسي في صنع السلام المستدام ومكافحة التطرّف وتعزيز تمثيلهم في عملية صنع القرار.
وأشار إلى أهمية تدريب الوعاظ والأئمة على نقل الموعظة الصحيحة التي تمثل أسس وقيم الاسلام الحنيف، داعياُ الى الاستفادة من معهد الملك عبدالله الثاني لتأهيل الائمة والوعاظ، كما دعا كافة الدول الأعضاء لتكثيف مساعيها لدعم المشاريع الأورومتوسطية والتنمية المستدامة وتوفير الفرص الخلاقة لشريحة الشباب لتمكينهم من أداء دورهم البناء في مجتمعاتهم وتجنيبهم ويلات الانجرار وراء التطرف والإرهاب.
وأكد الصفدي استمرار دعم الأردن لجهود الاتحاد من أجل المتوسط و تعزيز اليات التعاون والشراكة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وحث الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط الأردن على الاستمرار في الرئاسة لفترة ثالثة حتى عام 2018.
وعلى هامش أعمال المنتدى، عقد الصفدي عددا من الاجتماعات الثنائية مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد الأوروبي وأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط ووزراء خارجية كل من مالطا 'الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي' ولوكسمبورغ والبرتغال وفلسطين واسبانيا والبانيا.
وناقش الصفدي مع نظرائه العلاقات الثنائية واليات تعزيز الشراكة الاقليمية وآخر التطورات وآثارها على دول المنطقة.
كما التقى ايضاً مع مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع يوهتنس هان، وتطرقا، في اللقاء، إلى أزمة اللجوء السوري وأعبائها على الأردن واليات الدعم والمساعدة الأوروبية للمملكة في ضوء خطة الاستجابة الأردنية لمواجهة أعباء اللجوء السوري 2017-2019.
كما بحث الصفدي مع المفوض الأوروبي مسألة تبسيط قواعد المنشأ، وطالب الاتحاد الأوروبي بضرورة مراجعة الاتفاق المبرم بهذا الخصوص بهدف تخفيف الشروط الواردة فيه بحيث يتم تطبيقه على كافة مصانع المملكة بالاضافة للمناطق الخاصة المشمولة بالاتفاق، وحث الجانب الأوروبي على ضرورة تقديم الدعم للأردن لمساعدته في استقطاب الاستثمارات الأجنبية. كما عقد الصفدي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد الأوروبي ووزير خارجية اسبانيا وأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط مؤتمرا صحفيا في نهاية أعمال المنتدى حيث أعلنوا عن تبني خارطة طريق واضحة لتعزيز التعاون الاقليمي في منطقة المتوسط.
واشار الصفدي الى ان اجتماع اليوم يؤكد ان العمل المشترك يقلل من حدة التحديات التي نمر بها ويضاعف من وحدتنا في تعزيز أطر التعاون الاقليمي والذي يهدف الى بناء حياة فضلة وكريمة، مشيراً الى ان المتوسط يجمعنا ولا يشكل عاملأ مادياً يفرقنا.
وفي اطار الرد على سؤال حول علاقة المملكة مع الادارة الأمريكية الجديدة، قال الصفدي ان العلاقات الاردنية الامريكية متينة وتاريخية، وان المملكة تتطلع للعمل مع الادارة الجديدة على مواجهة التحديات المشتركة والتي تشمل النزاعات والأزمات التي تمر بها المنطقة، مؤكداً ضرورة خدمة المصالح المشتركة التي تستهدف تكريس الأمن والاستقرار والانجاز الاقتصادي.
وقال: 'كما هي الحال بين الأصدقاء، سيتحدث الأردن بصراحة وانفتاح مع الولايات المتحدة حول رؤيتنا بخصوص مصالحنا المشتركة وبناء الأمن والاستقرار ودحر قوى الارهاب والتطرف في المنطقة'.
وأضاف أن الاردن سيتحدث بوضوح حول ضرورة حل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية وشرطاً لتحقيق الأمن والاستقرار الاقليمين، مشيراً إلى أن الاجراءات أحادية الجانب تؤثر على جدوى هذا الحل، وتنذر بتكريس اليأس الذي يستغله الارهابييون لبث أفكارهم المتطرفة.
وبما يتعلق بأزمة اللجوء السوري، أكد الصفدي أن الأردن قدم كل ما يستطيع تقديمه في استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين نيابةً عن المجتمع الدولي، مشيراً الى ان ما يقدمه المجتمع الدولي من مساعدات لا يعتبر خدمة للأردن وانما واجب انساني تجاه اللاجئين.
ودعا الصفدي 'للاستثمار في أمن واستقرار المنطقة حيث أثبتت الظروف أننا نواجه نفس التحديات وأن عدم دعم اللاجئين يجعلهم فريسة لليأس والتطرف والجماعات الارهابية'. وأشار الى أهمية إثراء التعاون في مكافحة الارهاب الذي يشكل مسخاً لا ينتمي الى انسانيتنا المشتركة، ولا يمت بصلة الى قيم السلام واحترام الحياة والاخر المختلف التي يمثلها الدين الاسلامي الحنيف، والتي أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه أمام البرلمان الاوروبي عام 2015، مضيفاً بان الاردن سيبقى صوتاً للعقل وقوة للأمن والاستقرار في المنطقة.

نيسان ـ نشر في 2017-01-24 الساعة 05:24

الكلمات الأكثر بحثاً