اتصل بنا
 

حرب الألف عام السورية

نيسان ـ نشر في 2017-09-30 الساعة 11:29

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...تدخل الحرب السورية-هذه الأيام- طورا جديدا من أطوارها، فبعد قدوم الادارة الأمريكية الجديدة، بدأت الأمور تأخذ مسارات غير تلك التي كانت عليها في السابق شكليا، لكنها ما زالت تجري وفق المرسوم لها، ليس على وقع التطورات الميدانية، مع عدم رغبة الأطراف الخارجية، ولا حتى النظام، بالحسم، وهذا بمثابة تحوط تمارسه الأطراف كافة لتجنب مواجهات حادة قد ترفع أكلاف الحرب.
فالجميع يدرك أن لا نصر في سورية لطرف بعينه، حيث ترسخت قناعة أكيدة بأن الأمور أخذت مساراتها الاجبارية، ومنذ لحظة انتقالها إلى طابق التدويل، وكأنها وضعت في أول الطريق الطويل الذي ينتهي بمفترق يتفرع إلى فرعين لا ثالث لهما؛ التقسيم، أو التوافق على صيغة هي بأحسن الأحوال تحاكي الصيغة التوافقية العراقية.
هذا زمان القطب المتراخي الواحد في السياسة الدولية، عماده اللايقين واللاحسم، فما زالت المراكز الامبريالية تبحث عن العدو المناسب لجبروتها، فتُّخلِقُه حينا خطرا اسلاميا مهددا للعالم، وفي حين آخر؛ على هيئة اخطبوط صيني يطلق شياطينه في آسيا، واكتسح العالم تجاريا، لكن الصين لا تُعطيها الفرصة لنيل مرادها، فقد تعرت بكين من كل أسمال الأيدولوجيا، ودخلت لعبة السوق العالمية، وكأنها قالت للجميع هذه اسلحتي فقط لا غير.
فلا منازلات صينية إلّا بأدوات السوق، في الوقت الذي تنام فيه مطمئنة البال معتمدة على قدراتها التسويقية المتميزة؛ فهي في الأساس صاحبة السوق الاستهلاكي الداخلي الأكبر في العالم، وفعليا تعمل مصانعها لتلبي حاجة سوقها الداخلي والتي تستهلك 80% مما تنتج، وكل ما تريده من العالم أن يأخذ الباقي، أي 20% فقط من انتاجها، وهذا أمر يسير، خصوصا وإن كلفته متدنية.
لذلك تتعامل أمريكا مع المسألة السورية بتراخ كبير، فتسلم الملف لبوتين، الباحث عن أي دور على هامش النشاط الأمريكي، وللذين يتوهمون أن روسيا اليوم هي الاتحاد السوفياتي، نقول: معكم الحق كله، لكن في السياسة الخارجية فقط، وفي اطار محدد وهو السعي لأخذ دور في مسرح السياسة العالمية.
وهذه ضالة روسيا التاريخية، ومردها الجغرافيا السياسية وليس الأيدولوجيا، فموسكو لم تقدم أي دعم للدول العربية في آوخر الحقبة السوفياتية، بل كانت تحث منظمة التحرير الفلسطينية ومنذ بداية الثمانينيات على القبول بالشروط الأمريكية والاسرائيلية، كان تفعل ذلك بالتنسيق مع الغرب سعيا لحجز مقعد لها في المفاوضات والمؤتمر الدولي، وهو نفسه ما تفعله اليوم ادارة بوتين بخصوص سورية، إذ تواصل التنسيق مع الاسرائيليين والأمريكان في كل خطوة لها أو لحلفائها في الحرب، بل إنها تغض الطرف عن القصف الاسرائيلي لمواقع النظام الحساسة، والمواقع الايرانية، وأية خطوط امدادات لحزب الله .

نيسان ـ نشر في 2017-09-30 الساعة 11:29

الكلمات الأكثر بحثاً