اتصل بنا
 

صلحة الملقي وحيدر محمود

نيسان ـ نشر في 2017-06-18 الساعة 20:34

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...نحن مع اصلاح ذات البين، ومع أن يحل التسامح محل التخاصم بين الناس، لكن هذا الموقف لا يخص خلافات المسؤولين واتفاقات بعضهم مع بعض، وهي خلافات تقوم على حساب الوطن ومن حساب المواطنين الغلابى.
بعد أن ملأت قصة الخلاف بين الشاعر حيدر محمود ورئيس الوزراء هاني الملقي، الاسبوع الفائت، الفضاءات الاليكترونية، وهي خلافات أظهرت تراشقاتها أن ابني الرجلين كانا قد عُيّنا في منصبين ليسا من حقهما، في اطار عمليات تندرج ضمن محسوبيات قديمة وجديدة، أظهرت الأخبار اليوم أنهما قد تصالحا، فقد أرسل الدكتور الملقي باقة ورد إلى زوجة الشاعر حيدر محمود، التي ترقد على سرير الاستشفاء في احد المستشفيات، وتبادل الرجلان عبارات المجاملة في اتصال هاتفي وكأن شيئا لم يكن.
طبعًا؛ ومن الضرورة أن يبقى الابنان الشابان في وظيفتيهما، أو خلق منصبين جديدين لهما، وبهذا يكون الخلاف الذي نشب بين الأبوين قد حُلَّ على حساب الوطن والمواطن مرة أخرى، فيا لهم من رجال يحرصون على مصالح الوطن الذي هو بمثابة مزرعة يملكونها وما بها من أقنان!
الأدهى والأمر؛ أن الوسيط و'فكاك النشب' بينهما هو دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وربما يحدث هذا من أجل أن تكون المفارقة بحجم الفاجعة، تخيلوا؛ رئيس مجلس الاعيان، أي المجلس الرقابي، الذي من واجبه التشاور مع النواب ورئيسهم من أجل التحقيق في فضيحة تعيينات أبناء المسؤولين، هو من يتدخل لحل الإشكال بين من سطوا على وظائف ليست من حقهم، ومن المؤكد أنه قدم وعودا لحيدر محمود بـ' تزبيط' نجله بوظيفة أحسن من تلك التي فقدها.
لكن عجبنا هذا سرعان ما يتبدد، اذا ما تفكرنا بأحوال الطبقة السياسية في بلادنا، فهي طبقة تكوّنت أساسا من المؤلفة قلوبهم، وما أنتجتها إلّا سياسة التنفيعات وشراء الذمم، فلو راجعت الصحف ونظرت في التعيينات والتنقلات في الخارجية، مثلا، سترى بأم عينك أنها مجرد عمليات تنفيع لأبناء الذوات، وأبعد ما تكون عن أن تراعي المعايير التي يجب أن تراعى في مثل هذا المقام.
ولنأخذ مثالا الملقي نفسه، أليس هو رئيس وزراء ابن لرئيس وزراء سابق؟! وحتى فيصل الفايز، هو أيضا ابن المرحوم عاكف الفايز، فهم وزراء ابناء وزراء، وفلذات أكبادهم تمشي على الأرض تبخترا، فجميعهم يصبحون مستشارين وكبار موظين فور تخرجهم من الجامعات التي على الأغلب ابتعِثوا إليها على حساب الدولة، وسيصبحون في المستقبل القريب، -شئنا أم أبينا- وزراء ورؤساء وزارات.

نيسان ـ نشر في 2017-06-18 الساعة 20:34

الكلمات الأكثر بحثاً