اتصل بنا
 

الإعلام المأجور

نيسان ـ نشر في 2017-06-05 الساعة 21:12

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...يقال في الأمثال أن السرقة تنكشف أحيانا عندما يختلفُ السُرّاق فيما بينهم، والحديث هنا، من دون مواربة، عن الوسائل الاعلامية الخليجية.
فبعد طول تعاون وتكاتف وتضامن في اخفاء الحقائق، ها هي الحقائق تظهر دفعة واحدة، وبمنتهى الصراحة، فبعد انفجار دمّلة الأزمة الخليجية، عقب قمة الرياض العربية الأمريكية، ظهر الكثير من المخفي، والحقيقة أنه لم يكن مخفيا تماما، لكن الصحافة والفضائيات الخليجية كانت على الدوام تغض الطرف عنه.
لكن، وبين عشية وضحاها، صار الاعلام الخليجي مجرد حبل غسيل لنشر الغسيل المتسخ، بينما كانت وظيفته، في السابق، تنظيف أوساخ السياسة وطمس تشوهاتها.
تكونت حلبة النزاع الرئيسية من ساحة الصراع بين ديكي السبق؛ قناتي العربية والجزيرة، فبدأ مسلسل كشف المستور بينهما، فأظهرت كل منهما تآمر الطرف الآخر على الربيع العربي، ومعهما كل الحق، فالفريقان، اللذان هما بالأساس فريق واحد، لم يتوانا عن تشويه إنموذج الثورة على الحكم العربي بنوعيه الحصريين؛ الدكتاتوري والفاسد.
الضحية مجددا؛ هي الحقيقة، وبالطبع معها الموضوعية والمهنية. وربَّ سائل عن نشر بعض الأخبار والمقصود بها فضح كل طرف لخصمه، لماذا يتم هذا النشر الآن؟! لِمَ يتم متأخرا؟! لِمَ لم يتم النشر في حينه؟! حيث أنها كانت مكشوفة ولم يتم اكتشافها حديثا.
وقد يتدفق سيل الدهشة بالأسئلة البريئة إلى ما لا نهاية، في الوقت ذاته ربما تعلو بعض الأصوات البريئة المطالبة بضبط النفس ورأب الصدع بين الأخوة، لكن ذلك غير ممكن الآن. حتى مع مناشدات من نوع آخر، كان يمكن أن تكون بصيغة الأمر وتنهي المهزلة، كتلك التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي تيري لارسون، والتي طالب بها دول الخليج الحفاظ على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، لكن السيد الأمريكي لم يبتغِ ذلك جديا الآن وفي التو، لأمرٍ في نفسه، فتركَ الحبل على غارب هذا الخلاف إلى حين.
وبمناسبة الحديث عن مجلس التعاون الخليجي، لا بد أن نتذكر أنه تحالف غير مقدس ولم يلعب يوما أي دور يلبي مصالح الأمة العربية، ويا ليته على الأقل لبى مصالح دول الجزيرة العربية بما فيها اليمن المشتعلة اليوم نتيجة لؤم الأخوة الكبار الذين تركوها نهبا للفقر والتخلف والجوع على مدى الخمسين سنة الماضية.
اليوم يدفع الاعلام الخليجي ثمن تآمره على الربيع العربي، سواء بالتشويه أو بدعم الميلشيات الطائفية المأجورة، أو باشعال الفتن المذهبية وابعاد الصورة النقية للربيع العربي...
نعم؛ اليوم اختلف الُسرّاق فانكشفت سرقتهم، وبطبيعة الحال لن يكون كل هذا الذي يجري في صالح الأنظمة الدكتاتورية أو التشكيلات الطائفية الداعمة لها، أو الأنظمة الفاسدة، بل سيكون خطوة جديدة على طريق اضعاف قوى التخلف العربية وأبواقها الناعقة بالخراب.

نيسان ـ نشر في 2017-06-05 الساعة 21:12

الكلمات الأكثر بحثاً