اتصل بنا
 

الأردن منفرداً في قمة الظهران

نيسان ـ نشر في 2018-04-16 الساعة 10:15

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...ما يتضح لنا من أخبار القمة العربية التسع والعشرين، والتي عقدت في الظهران أمس، أن الأردن قد غسل يديه تماما من دول الخليج العربي بما فيها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ويدلل على ذلك مضامين الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الملك عبد الله الثاني بن الحسين مفتتحا أعمال القمة ومسلما رئاستها للملك سلمان بن عبد العزيز، إضافة إلى اللقاءات التي أجراها جلالة الملك عبد الله الثاني والتي لم تتضمن أية لقاءات مع أي من زعماء الخليج بمن فيهم الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أو ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد.
المهم أن الكلمة الملكية كانت مليئة بالرسائل، من بدايتها إلى نهايتها، حيث ابتدأ جلالة الملك بالبسملة والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، والرسالة هنا غير خافية، ومن ثم تم ارسال الرسالة الثانية والمتعلقة بالقدس والولاية عليها والموقف من عملية السلام، أما الرسالة الثالثة فبثتها الفقرات اللاحقة والمتعلقة بالموقف من الصراع في سورية وأفق الحل السياسي هناك، خصوصا أن الاردن أظهر موقفا متحفظا من الضربة الثلاثية لسورية بينما أيدت السعودية الهجوم.
وكانت الرسالة الأخطر بعدم تطرق الكلمة الملكية لقضية اليمن والحرب الدائرة فيها والتي تتورط بها السعودية، فبينما ركز البيان الختامي بأكثر من بند من بنوده التسعة والعشرين على هذه المسألة، لم تعر الكلمة هذه الحرب التي تثار حولها جدالات كثيرة في الغرب، أي اهتمام.
هذه القمة كما سابقاتها، تظهر العجز العربي من بناء مواقف واضحة من التحديات التي تواجه الأمة، وضعف العلاقات العربية البينية، وهيمنة اطراف معينة على القمة وقراراتها رغم عدم توفر الأهلية الحقيقية لهذه الاطراف، فالموقف من الأزمة السورية يجب أن يكون أكثر وضوحا ومراعاة لمصالح الشعب السوري، بما يتضمن الوقوف ضد كل أشكال العدوان الخارجي، الغربي والروسي والتركي والايراني، ومع انهاء الحرب الأهلية والانتقال إلى حل سياسي يضمن وقف اراقة الدماء ويحافظ على وحدة الاراضي السورية.
كما يجب أن تكون المواقف العربية من قضية فلسطين منسجمة مع الأقوال في مؤتمر القمة، فلا تجري المسايرة الاعلامية في القمة بينما يتم تسويق بنود صفقة القرن من تحت الطاولات.
يجب أن تتوقف سيطرة دول عربية معينة على مؤسسة القمة، بحيث تصبح مستقلة عن هيمنة ورغبات الدولة الغنية أو المضيفة للجلسات، مثل أن تعقد على الدوام في مقر جامعة الدول العربية، بحيث تنتهي مسألة غياب بعض الدول بسبب خلافات مع الدولة المضيفة، مثل اجتماعات هيئة الأمم والتي يحضرها بالعادة رؤساء دول على خلاف تام مع الادارة الأمريكية، وليس أدل على ذلك من حضور الرئيس الايراني الاجتماعات هناك رغم الخلاف مع امريكا.
هذه القمة أظهرت الأردن من دون حلفاء أو داعمين من أشقائه العرب، وليس الأمر بجديد، فهكذا كان قبل حرب 48 وبعدها، وبعد حرب 67، وفي عام 1970 في حرب أيلول، وفي 1990 بعد العدوان الثلاثيني على العراق.
فما أشبه اليوم بالبارحة وسابقاتها! أو كأنه قدر الجغرافيا والتاريخ.

نيسان ـ نشر في 2018-04-16 الساعة 10:15

الكلمات الأكثر بحثاً