اتصل بنا
 

حراك ذيبان يحل مشكلة البطالة السياسية

نيسان ـ نشر في 2018-03-20 الساعة 11:40

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...لعل تشغيل عاطلين ومتعطلين سياسيين محليين كان باكورة إنجازات الحراك الشعبي في لواء ذيبان، وقد تم ذلك برغم أن هذه المهمة لم تكن مدرجة على أجندة وجداول الحراكيين وتحركاتهم شبه العفوية، فخلال الشهر الماضي، حاول أكثر من طرف طامع القفز إلى ظهر قمرة قيادة الحراك في ذيبان في محاولة لخرق سقوف شعاراته المعتادة.
الأطراف الطامعة تكونت بالاجمال من عناصر باحثة عن أدوار مفقودة أو مأمولة، سقفها تمثيل المجتمع المحلي لدى ادارة الدولة المركزية، لكن عنوانها الأبرز، لدى مجموعات أخرى، هو استعادة مواقع كانت قد فقدتها بعدما شغلتها بمستويات ومواقع قيادية أو تمثيلية، أو مناصب مقربة من صناع القرار وأجهزة الدولة العميقة، يضاف إلى هذه الأطراف الوجهاء أو الطامحين لالتقاط القاب الزعامة المحلية، وليس ببعيد عن هؤلاء وأولئك حزبيون تائهون تقطعت بهم السبل.
كل هؤلاء المذكورين آنفا كانوا يعانون من أزمات وأعراض البطالة أو البطالة المقنعة، فجاءهم الحراك بالفرج والتشغيل، فقد عادت الحركة، مع ربيع الحراك الجديد، إلى أوصال هذه الشرائح، والتي كانت سادرة في بيات شتوي عميق.
اللافت أنه ما أن بدأ الحراك يتلمس شعاراته الأكثر دقة وجوهرية، والمتعلقة بالمطالبة بتغيير النهج لا الوجوه، حتى تكالبت عليه هذه الأطراف الطامعة بتحقيق مصالح خاصة بها، ولم تتردد في محاولة اجهاض توجهات الحراك الواقعية، من خلال تحفيز بعض عناصره على رفع سقوف الشعارات تارة، أو حرفه عن مساره الجديد تارة أخرى.
كانت المحطة الأبرز في هذا التحوّل؛ الكلمة التي ألقاها المناضل الوطني علي البريزات، حيث شكلت البؤرة الجاذبة للاستثمار السياسي، والنافذة التي أدخلت الكثير من الرياح والعواصف التي عبثت بـ'ستاتكيو' الحراك المعهودة.
الكلمة أو الفيديو المصور تلقفته وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشر انتشار النار في الهشيم، لكن الجهات المعنية سواء كانت الرسمية أو الحزبية أو الشعبية، أخذت جميعها ما قاله البريزات إلى مقاصد غير تلك التي قصدها، وبدأ كل طرف توظيف الخطاب بحيث يخدم أجندته الخاصة، وقد تم ذلك على أكثر من مستوى، لكن التوظيف الأخطر كان رسميا، حيث أُستخدِمَت المادة للانقلاب على الحراك، في حين لم تغادر توظيفات الجهات الأخرى دوائر الانتهازية السياسية المتعطشة للتطهر بالحراك، أو ركوب موجته لدخول نوادي السياسة أو العودة إليها.
السمة الأبرز والأخطر في هذه المرحلة، إمعان الجهات الرسمية في شيطنة الحراك، وإظهاره على هيئة مشوهة، حيث يجري رسم صورة الحراك في إطار عملية تهشيم مبرمجة تتعمد اختزاله بصور وأسماء بعض ضعاف النفوس، ممن تم شراء ذممهم أو تحويلهم إلى مرتزقة أو عملاء لبعض الجهات المعنية باجهاض الحراك، مع العلم أن هذا التصرف، في حال أنه تم بواسطة جهات رسمية، فانه لا يدين المتورطين ببيع ضمائرهم بالدرجة الأولى وفقط، بل إنه يدين أولئك الذين لا يحترمون الدستور وارادة الشعب، رغم اشغالهم مواقع ووظائف عمومية، وليس من تفسير لهذا السلوك إلا ان أشخاصا تستهدفهم وتصيبهم شعارات الحراك المطالبة بمحاربة الفساد باتوا يهيمنون على هذه الأجهزة.
وإنه لمن المشين أن تتم ممارسة مثل هذه الممارسات من قبل جهات يفترض انها المؤتمنة على المصالح العامة.
نقول هذا ونحن نعلم أنه من المفروغ منه، والطبيعي، أن تكون هناك مشاريع سياسية متضادة، ومفهوم أن العملية السياسية تنتجها حالة من صراع القوى والمصالح، لكن هذا الصراع يجب أن يكون منضبطا بالدستور ومقاصده، وضمن الشكل المتحضر الذي يرتب الأولويات بحيث يحافظ على وحدة المجتمع وأخلاقياته ومصالحه العليا.
المهم، وبالعودة على ما بدأنا به، فإن الحراك، وبدل أن يحقق مطالبه المشروعة بمكافحة الفقر وغلاء الأسعار، والمطالبة بتشغيل المتعطلين عن العمل ومكافحة الفساد وتغيير النهج المتبع في ادارة الدولة، بدل كل هذا، وحتى هذه اللحظة، فقط حقق لبعض المتعطشين للمناصب أو الأدوار من رواد نادي البطالة السياسية، فرصة للمفاصلة والمساومة من أجل تحقيق غاياتهم.

نيسان ـ نشر في 2018-03-20 الساعة 11:40

الكلمات الأكثر بحثاً