اتصل بنا
 

طاهر المصري: القمة العربية الإسلامية الأمريكية ناقصة وبلا أقدام

نيسان ـ نشر في 2017-05-23 الساعة 22:54

x
نيسان ـ

زيارة ترمب للسعودية.. الهدف الرئيسي زيارة اسرائيل وإعلان تأييده لخططها
المنطقة ستدخل في صراعات جديدة وطويلة
كان يأمل رئيس الوزراء الأسبق، طاهر المصري أن يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى السعودية وفي جعبته حلول شاملة وقابلة للتطبيق، كان يأمل أن يكون ترمب أكثر وضوحاً في القضايا السياسية، لكن القادم من عالم الأعمال والعقارات اكتفى بالحديث عن التنمية والاستثمار ومكافحة الارهاب من دون النبش بأصوله ومرتكزاته.
يدرك السياسي المخضرم في حديثه لنيسان نيوز أن كل حديث لا يقترب من جوهر أزمات المنطقة وعمقها يبقى حديثا عابراً وبلا أثر، وأن العمق يكمن في تقديم حلول سياسية شاملة، أما الحديث عن الإرهاب وغياب التنمية –على أهميته- فلن يقفل الباب أمام الفوضى.
لا يعوّل المصري على ترامب، بوصفه رجلا متقلب المزاج وغير معروف في مواقفه السياسية، كما يرفض تسطيح ما يحدث في المنطقة العربية.
'منطقة' تشهد تداخلات عميقة الجذور وليست سهلة، وتتطلب حلاً شاملاً ينتج صفقة تغطي كل القضايا، برعاية عالمية، وفق ذلك فإن المصري يرى القمة العربية الأمريكية ناقصة، وكأنما لا تقف على أقدام صلبة.

وتاليا نص الحوار:

حوار إبراهيم قبيلات

كيف تقرأ القمة العربية الإسلامية الأمريكية؟
المنطقة العربية تحفل بصراعات وحروب أهلية مستمرة منذ عدة سنوات، والفرقاء والمشاركون بها قوى متعددة الاتجاهات والمصالح، وكل قوى العالم موجودة على الارض السورية تتصارع لاسباب متعددة ومختلفة وبحسب مصالحها.
في الحقيقة هناك خطاب سياسي لمعظم تلك القوى المتصارعة باستثناء العرب الذين لا يمتلكون خطابا سياسيا موحداً ولا رؤية واحدة أيضاً، كما أن الجامعة العربية غير موجودة عمليا، وليس لها أثر، لذلك نحن بحاجة إلى تضامن عربي وإلى تحديد مصالح العرب أيضا وتقديمها للعالم.
الملك عبد الله الثاني قام بهذا الدور منذ سنوات، وهو يجوب العالم متحدثا عن القضية الفلسطينية، وخطرها على الأمن القومي العربي والسلم العالمي، لكن لم يعمل أحد على فهم عمق تلك القضية وأهمية حلها بطريقة عادلة وسريعة.
تزامن ذلك مع انتخاب ترامب رئيسا جديداً للولايات المتحدة الأمريكية، وأقصد بجديد أنه غير معروف في مواقفه وآرائه السياسية، فتركز الجهد العربي على 'صياغة توجه ترامب' بشكل يساعد على حل القضية الفلسطينية والعربية بطريقة معقولة ومقبولة، لذلك التقى الملك عبد الله الثاني ترمب مرتين في واشنطن.
يأتي كل ذلك في وقت يزداد به النشاط النشاط الاسرائيلي في الأراضي المحتلة تثبيتا للاحتلال.
تلك الظروف جعلت من المملكة العربية السعودية والتي شعرت بأن هناك خطابا عدوانيا لدى الإدارة الأمريكية الجدية أو غير مواتٍ لها، فكان لا بد من ترتيب شيء بديل؛ فخرجت فكرة ترتيب زيارة ترمب للرياض، وربما يكون الهدف الرئيسي زيارة اسرائيل وإعلان تأييده لخططها.
السعوديون استغلوا ذلك وحاولوا ثنيه عن تأييدات كاسحة لإسرائيل أعلن عنها خلال زيارة نتنياهو لواشنطن، قبل أشهر، واليوم، العبرة في التنفيذ، والسعودية أنفقت مبالغ خيالية على اتفايات اقتصادية وعلى الاسلحة التي ستشتريها من امريكا لإيقاف إيران عند حدها، وخاصة في موضوع الإرهاب الذي أصبح عنوانا بارزا في جلبه تجمعات عربية إسلامية.
حتى اليوم، لا نعرف ماذا سيقول ترمب للإسرائيليين، فهو متقلب في آرائه، ولم يقدم أو حتى يعد في خطابه بأي حل سياسي، بل تحدث في الرياض عن التنمية والاستثمار ومكافحة الارهاب، لكنه لم يقترب من حل القضايا السياسية، والتي هي أساس الإرهاب .
وفي موضوع القدس كان غامضا، وبدلا من الوضوح أعطانا من طرف اللسان حلاوة، لكن لن تتوقف اسرائيل عن تهويد القدس.
الملك قدم خطابا سياسيا متزنا عبر أربع نقاط للإدارة الأمريكية، لكن دعني أتساءل هنا: من سيلتقط الرسالة بأفكارها من الحضور؛ عرب ومسلمين وأمريكان ويطبقها على أرض الواقع ليعود السلام إلى المنطقة؟.
كنت أمل أن ياتي ترمب أكثر وضوحا خصوصا في القضايا السياسية.
هل ستغير القمة العربية الاسلامية الأمريكية بموازين القوى الإقليمية؟
يعتمد ذلك على موضوع الحل العسكري بين القوى المتصارعة، ولا اقصد هنا القوى الاقليمة أو القطرية، بل أقصد الدول الكبرى، لذلك لا أعتقد بإمكانية حدوث تغيير بموازين القوى.
بالمقابل المنطقة ستدخل في صراعات جديدة وطويلة، هناك دول أقصيت خلال اللقاءات الأخيرة والقمم وهي دول لها وجود ومسنودة من قوى عالمية مثل روسيا.
هل ستنجح القمة في تقليم أظافر إيران؟.
تقليم أظافر إيران!! إيران ليست دولة هينة وليس من السهل أيضا إقصاؤها، وهنا يأتي الاستقطاب في الموضوع الاقليمي، فروسيا موجودة، وإذا اتفقت أمريكا معنا كعرب، فهناك جهات أخرى ستتفق مع روسيا .
هم مهتمون بالقضاء على الإرهاب فقط، فيما نريد نحن إلى جانب القضاء على الإرهاب حلا للقضايا السياسية، وإن عدم حلها حلا جذريا يبقي الباب فاتحاً على إنتاج الفوضى.
هل ستقدم القمة معالجات حقيقية للمنطقة؟
في الحقيقة التداخلات في المنطقة عميقة الجذور وليس سهلة، فإذا لم يكن هناك حل شامل ينتج صفقة تغطي كل تلك المسائل، برعاية عالمية ستكون القمة العربية الأمريكية ناقصة، وكأنما لا تقف على أقدام صلبة.
هل تعتقد أن هناك تأثيرا لخطابات وحوارات الملك السابقة بإجراء تحوّل في قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس؟.
طبعا، الملك عبد الله الثاني هو أول من اثار الموضوع، وأثاره أمام كل الزعماء، وللأسف لم يتحدث أحد غيره بهذا الوضوح وهذا الاتزان، لكن ذلك لا يكفي من دون دعم إسلامي وعربي.

نيسان ـ نشر في 2017-05-23 الساعة 22:54

الكلمات الأكثر بحثاً