اتصل بنا
 

في التصدي لمشروع فكفكة اوصال الدولة

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-03-04 الساعة 10:27

نيسان ـ

من الواضح ان الدولة الاردنية حين تحزم امرها وتتصدى لمحاولات فكفكتها على شكل قطع متناثرة، تستند لمؤسسة عسكرية محترفة، لم تخربها وتلوثها السياسية ولا الولاءات الفضفاضة، وحين يلتف حولها وعي متقدم وارادة شعبية واعية وتفهم المعنى العميق لمفهوم الدولة وعمادها المواطنة الواحدة، فهي بالضرورة والحتم لا تقبل وترفض قسمة الدولة والمجتمع والمواطن على اثنين لانهما بالاصل واحد يربطهما عقد واحد ومصير واحد وحياة واحدة ووقفة عز واحدة!

هكذا كانت الدولة الاردنية عبر تاريخها المضمخ بالشهادات، من يوم عبدالله الاول، على عتبات الاقصى الطهور، ووصفي الذي روى بدمائه ارض الكنانة، و هزاع في عمان ونورس اليعقوب في الزبابدة ، الى يوم كارثة حرق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة في الرقة المحتلة وكل الشهداء في كل مكان.
وبالضرورة ، هي ايضا الدولة والمجتمع الواحد في يوم استشهاد الشهيد الرائد راشد الزيود وهكذا هو عدوها الواحد دولة التطرف والجهل والتخلف والدموية ومشروعها الواهم التي تواجه بشراسة وعلى كل المستويات من دولة الحقيقة ومشروعها الناجز على الارض عبر 100عام!

ومع ذلك لا تخلو مسيرة الدولة الاردنية نشأة وتطورا وتحديات مما يلامس المعجزة، فيما يراد لها في الاونة الاخيرة ان تذوب سريعا وتضمحل على وقع ازمات اقتصادية مالية مزمنة وعلى ايقاع الانقسامات الافقية والعامودية المجتمعية وبفعل عدم استيعاب الراي والراي الاخر وحجز الحريات وتكميم الافواه والزج في السجون والتلويح بالقبضة الحديدية في مواجهة الحراك الخدمي الشعبي الذي يغفر له احيانا سقفه العالي، حين يعم القهر فتصاب الجهات الحكومية واصحاب القرار «بالطرم» فتتغافل عن المطالب الحقة المشروعة وتفتعل الاشتباك السلبي و تتهم بالعمالة وبالتخوين ونتصادم !

هو دم الشهادة في الجنوب تكتمل سيرته العطرة بدم الشهادة غربا وووسطا وفي الشمال وعلى ضفاف النهر الخالد وعلى الحدود ومن اجل وطن اردني ديموقراطي حر ولكل ابنائه.

الا انه وفي زمن الحياة او الموت وزمن بقاء الدولة او مواتها ينتصب المارد الاردني النقي ،من جديد الذي لا يرى الا الاردن وحتمية ارتقائه وارتقاؤه يتم بافشال مخطط فكفكة اوصال الدولة الاردنية والنيل من هيبتها ووقارها وسيادة القانون، فيرخص الدم من اجل الاردن .. الجغرافيا والكيان والنظام والشعب الواحد ،فننسج معا فصلا جديدا من فصول التضحية اللامحدودة من اجل وطن نباهي ونفتخر به الدنيا وعلى اعتبار ان ليس لنا غيره من وطن.

اذن هو بالتاكيد فصل جديد من بشارة الشهادة الاردنية من الحفاظ على الدولة الاردنية موحدة بحيث تكون مظلة امنة لكل مكوناتها، وبالتالي او بالاصل دولة عادلة وضامنة للحقوق.

فلا نامت اعين الجبناء وسهرت اعين الشجعان تحرس ثرى الاوطان وتحمي الدولة و الانسان وترفع من قيمته ولا تقبل اهانته وتقلل او تقتص من هيبته ومهابته وتؤكد على اهمية استمرارية الدولة ووحدتها وعدالتها في مواجهة مشروع الفوضى الخلاقة وتمزيق اوصال الدولة الاقليمية التى ما تزال ترنو للدولة القومية كمشروع انقاذ حيوي.

نيسان ـ نشر في 2018-03-04 الساعة 10:27


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً