اتصل بنا
 

داعش .. فبسطين و مستدمرة " إسرائيل " .. لا مساس

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-01-14 الساعة 14:03

نيسان ـ

حرّم الله سبحانه وتعالى النار على إبراهيم عليه السلام،لأسباب عديدة ولتحقيق وعد

قطعه الله على نفسه،وهو قوله جل في علاه:"لأغلبن أنا ورسلي"،أما الأسباب فهي
أن إبراهيم كان موحدا وتوكل على الله حق التوكل،وصدق الرؤيا وأراد أن يضحي
بولده إسماعيل ،كما انه نبي بل أبو الأنبياء وخليل الله ،وهذه معجزة ثابته.
ومن المعجزات الأخرى ذات الدلالة نجاة نبي الله موسى عليه السلام من الغرق في
البحر ، ومن فرعون وجنوده ،وهلاك فرعون وجنوده في البحر ،وكذلك يوسف الذي
نجا من غدر إخوته الذين رموه في الجب فالتقطه السيارة وباعوه بثمن بخس لعزيز
مصر ،وحماه الله من كيد إمرأة العزيز زليخة التي حاولت إغواءه لتنال منه وطرها
،وبعد خروجه من السجن بأمر منها كانت أهم وزارة بإنتظاره،ولا ننسى نجاة نبي
الله يونس ومكوثه فترة في بطن الحوت ،إضافة إلى نجاة نبينا الكريم محمد صلى الله
عليه وسلم من سم العجوز اليهودية التي وضعته له في لحم كتف شاه ،أثناء وليمة
دعوه إليها بعد توقيع معاهدة سلام معهم.
ما أود قوله هنا هو أن الله عندما يقدر أمرا فإن له أسبابه المقنعة والمقرة سلفا في
الكتاب المحفوظ،ولذلك حمى أنبياءه ورسله ومنع بقدرته وصول الشر إليهم ،نظرا
لمكانتهم عنده ودورهم المناط بهم على الأرض لهداية من أرسلوا إليهم من أقوامهم.
وهذا ما ينطبق على فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية" ISIS" الملقب بداعش
مع الإختلاف في التشبيه طبعا ،فهو ليس مقدسا ولا علاقة له بالدين الإسلامي لا من
قريب او بعيد ،لكنه صاحب دور عند الصهاينة الذين أسسوه وأطلقوه في العالم
ليخرب ويشوه صورة الإسلام والمسلمين ،وبدأت جرائمه في العالم العربي السني.
منذ إنطلاق داعش كالكلب المسعور في أرجائنا مخربا ومدمرا وقاتلا بإسم الدين
الحنيف ،ورغم وصول أذاه وإرهابه إلى كافة الأصقاع بإسم الدين طبعا ،وخوضه
معارك ليست مشبوهة فقط ،بل هي أكيدة وتصب في مصلحة الصهاينة المحتلين

،وكان أداة لتهجير اليهود الغربيين بعد تضليلهم بأنهم معرضون للقتل من قبل
داعش،لم نسمع أنه قام بالإقتراب من فلسطين المحتله تنفيذا لقول الله تعالى "يا أيها
الذين آمنوا جاهدوا في سبيل الله"وقوله"وقاتلوا الذين يقاتلونكم ويخرجونكم من
ديارهم"و"الفتنة أشد من القتل "،إذ انه تعمد إرهاب وقتل وإغتصاب وتهجير إخواننا
المسيحيين والإيزيديين وخاصة في الموصل بالعراق ،دون أن يعلم أننا نعلم أن
الخطة الصهيونية تقضي بتفريغ سهل الموصل لإقامة كيان مصطنع لليهود الأكراد.
الدليل القطعي والوحيد الذي لا نقاش فيه حول ماهية وهوية ودور داعش هو عدم
إقترابه من فلسطين المحتلة وتنفيذه عمليات مسلحة ضد الإحتلال الصهيوني ،وهو
وفي حقيقة أمره أدى رسالته بالكامل وحقق الأهداف التي رسمها له الصهاينة ومن
لف لفيفهم من العربان الذين مولوه ووظفوه لبعض نواياهم الشريرة.
قبل مدة ظهر داعش في غزة إعلاميا وأعلن في أشرطة مسجلة عن وجوده في غزة
وتهديده لحماس بالشطب إن لم تبايعه،وقالوا أن كتيبة"عبد العزيز"موجودة في
غزة،ومرت الأيام ولم تعلن حماس مبايعتها لداعش ،ولم يقم داعش بشن الحرب على
حماس في غزة ،وتبين بعد ذلك أن حماس كانت تخوض مفاوضات سرية مع
الإحتلال وأبدت بعضا من التشدد ،فأرادوا إرسال رسالة لها أن الغول جاهز
للإنقضاض عليها إن لم تبد مرونة في مواقفها.
ويبدو أن العملية تكررت مؤخرا بعد إتهام حلفاء مستدمرة إسرائيل العلنيين الجدد
من ملوك وامراء الصحراء، حماس بالإرهاب وشنوا عليها حربا شعواء ،إذ اعلن
الإرهابي داعش في شريط له أنه يتهم قادة حماس بالردة والكفر وأولهم مؤسسها
الشيخ الراحل أحمد ياسين.
هذا الموقف يعني بالدلالة القطعية أن التحالف الجديد مع إسرائيل الذي قرر التخلص
من حماس وحزب الله ،حزم امره لإقتلاع حماس من أرضها خاصة وانها تخوض
مفاوضات لتبادل الأسرى،وتستعد للتصدي لعدوان مشترك سيشنه هذا التحالف عليها
،وليس سرا القول أن البارجة الأمريكية "جورج بوش"موجودة في ميناء حيفا منذ
شهر تموز الماضي ،وكذلك أسراب من طائرات التحالف الصحراوي العربي الجديد
مع إسرائيل ،وهي تستعد لإشارة بدء العدوان على غزة،تنفيذا لصفقة القرن التي
ستقضي على أصحابها في نهاية المطاف.

ما هو واضح ومكشوف أن حلفاء مستدمرة إسرائيل الجدد من ملوك وأمراء
الصحراء ،يستخدمون داعش أيضا لتنفيذ مهام قذرة تتمثل في الضغط على كل من
يعرقل توجهاتهم ويعيق خططهم،ولعل الأردن هو الهدف الثاني لداعش لأنه أعاق
ومايزال يعيق تنفيذ مخططاتهم الإرهابية الشريرة في العالم العربي.
معروف أن الأردن رفض فتح حدوده أمام قوات التحالف الإرهابي وجعل أراضيه
منطلقا لغزو وإحتلال سوريا، بعد ان وضعوا خططتهم،ولذلك كنا نرى هذا الداعش
يمارس تهديده ضد الأردن بمحاولة شن الهجمات الحدودية ومؤخرا كشف الوعي
الأردني عملية إرهابية داعشية ،ظنا منه أنه سيجد الباب مفتوحا ،لكن جنودنا
البواسل صعقوه صعقا ،وأوصلوا الرسالة بدون تشفير لمن أوعز لداعش بإختبار
صبر الأردن وقوته،كما انه أمعن في عدم التساوق معهم برفضه لحصار قطر
ومقاطعتها ،فقاموا بحصاره ماليا للضغط عليه من أجل الرضوخ لهم،وقد بلغت بهم
الوقاحة ان طلبوا من جلالة الملك عبد الله الثاني التنازل لهم عن الوصاية الهاشمية
على المقدسات العربية في القدس المحتلة.
مؤخرا كشف الوعي الأردني عملية إرهابية داعشية كان من المفترض تنفيذها داخل
الأردن،وتأتي هذه العملية الإرهابية في وقت يزداد الشموخ الأردني قوة على قوة ،إذ
رفض جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قرار ترامب الإرهابي ،وتمسك
بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة،في حين نرى قوى رسمت
لنفسها هالة كبرى بالرشا ،تنهار أمام أعيننا لسوء إدارة ساستها المراهقين وتخبطهم
.

نيسان ـ نشر في 2018-01-14 الساعة 14:03


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً