اتصل بنا
 

قوس قزح لن يشرق

نيسان ـ نشر في 2017-12-28 الساعة 12:31

نيسان ـ

لا بارك الله في أمّة سقط مثقفوها...
'ما ناقشت جاهلاً إلا غلبني ... وما ناقشت عالماً إلا غلبته' لذلك كثر المغلوبين فيك يا وطن، لأن هناك ثلّة من المثقفين ساقطين بالفعل ، والساقط هو المـتأخر عن غيرهِ في الفضائل، ولذلك ابتعدت الفضائل عن كثير منا.

يا وطني ... لن نرى قوس قزح بسمائك قريباً، فالأمطار الملوثة بالعنصرية وبالطائفية وبالعصبية مازالت تنهمر وبشدة، وهذه الأمطار لن تنبت زرعاً صالحاً ، لا بل إنها قد تقتل الصالح من الزرع، إذا لم تُقلع تلك الزرعات الصالحة من مكانها لتُزرع بتربة أنظف، أو أن تُرش بدواءٍ عليل، ولا أعلم متى سوف يتوقف سقوط هذه الأمطار الملوثة، ومتى سوف تنقشع الغيوم، لنرى قوس قزح أردني، يتبدى جمالا باختلاف ألوانه.

لا أعلم لماذا نرفض الرأي الآخر، لما لا نتقبل ثقافة الاختلاف، لماذا يجب أن أقتنع برأيك وأصبح نسخة كربونية عنك لترضى عني، وقد لا ترضى! بالرغم من أن الجمال يكمن بالاختلاف، فالحديقة تصبح أجمل بتعدد ألوان زهراتها، وقوس قزح أجمل بألوانه السبع، فلماذا أيها المثقف الأردني لا تقبل بالاختلاف، لماذا تكثر من الشتائم لمن يخالفك الرأي، وأقصد هنا الّثلة المنحرفة من المثقفين، انحرفوا لتحقيق مصالحهم الشخصية أو الإعلامية أو الشعبوية، وأضيف لهم أشباه المثقفين من لا يميز 'بين الألف و كوز الذرة'، ولكنه ركب موجة الثقافة بكتابٍ قرأه.
المثقف ليس من يقرأ كثيراً ولكن المثقف من يفهم كثيراً، يفهم واقعه، المثقف هو الشخص القادر على إنتاج معلومة تستخدم في تقويم اعوجاج قيم معينة والاقتراب بالسلوك الإنساني من الفضائل، وليس ذلك الببغاء الذي يكرر ما تعلمه.
والمسؤولية المجتمعية على المثقف كبيرة وعظيمة، خصوصاً في ظل خرابِ منظومةٍ تعليمية كاملة، بمدارسها الابتدائية والثانوية والجامعية، وفي ظل فسادِ منظومةٍ إعلامية استولى عليها أشباه الإعلاميين، وتبث ما يداعب غرائز المشاهدين، أو تدغدغ مشاعرهم العنصرية والطائفية، وهنا يتجلى دور المثقف بدراسة الظاهرة والمحاولة لإيجاد حلول لإنقاذ هذا المجتمع، مستنداً على قيم، أهمها أن الرأي الآخر مهما كان مختلفاً دينياً أو أخلاقياً أو اجتماعياً أو سياسياً فإنه يُحترم، طالما أنه لا يشكل اعتداءاً على الحرية الجسدية، وحق كل إنسان بسلامة جسده.
ولكن ما وجدته على الفيس بوك تحديداً، وبالصحف الالكترونية الأردنية، أن هناك ثلّة من مدعي الثقافة وجزء منهم مرتزقة، وآخرون لا يعلمون ماذا يقولون، وإن خالفته بالرأي، فسوف تسمع شتم محاسن الوالدة او الأخت علناً أو باطناً، وهذا ما نلاحظه يوميًا وبكثرة.
مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي، لم يعد صالحاً، لأن التغير والتطور يحتاج لمثقف صادق، مثقف فاهم وليس مثقف حافظ أو مرتزق فإذا كان حال مثقفينا بائس! فكيف نلوم الشخص العادي؟
يا ربي، أدعوك أن يتوقف هطول المطر وأن يشرق قوس قزح أردني ملون متألقاً بألوانه المختلفة، كالاختلاف الوان بشرة أهله البيضاء والسوداء والسمراء، ملون بألوان معتقدات أهله المتعددة بين الإسلامية والمسيحية والإلحادية و البهائية وغيرها.
ما أجمل أن تفصح عن فكرك غير مرغماً أو خائفاً فالخوف ليس من الحكومة أو ضابط المخابرات، الخوف منكم يا أشباه المثقفين.

#الانسان_المهدور

نيسان ـ نشر في 2017-12-28 الساعة 12:31


رأي: محمد ملكاوي

الكلمات الأكثر بحثاً