اتصل بنا
 

أميل بك كي يتوازنَ العالم

شاعرة وكاتبة

نيسان ـ نشر في 2017-12-21 الساعة 12:45

نيسان ـ

أميل بك كي يتوازنَ العالم!

غيومٌ كثيرةٌ تدور فيّ
وفي حقلي وردةٌ واحدةٌ فاتنة
لو أنكَ هنا
لأمطرتُ
وأهديتُكَ وردتي

ولو أنك هنا
سأمسكُ بيَدِ روحك
وأدلها على
قلاعي التي طوّح بها الغياب!

ولو أنك هنا
سأتهجى معك حروفنا
ونسمي الأشياء بأسماء
طازجة كلثغة طفل


ولو أنك هنا
سنمشي على الماء
خِفافا
ونخطو
على الجمر
دون حذر!

ولو أنك هنا
سأطرحُ عليك رهانا
ونخسرُ كلانا
بفرح!

ولو أنك هنا
سنلعبُ لعبةَ تبادلِ الأدوار
وأضلّلك!


ولو أنك هنا
سنضحك عاليا وحين
ننتهي من ضحكنا الطويل
سنبكي بصمت!

ولو أنك هنا
سنهدمُ الجدران
ونركضُ في الفراغ
متعثرين بصراخنا

ولو أنك هنا
سنخترعُ ذكرياتٍ لنا
ونرويها روايتين مختلفتين
ونختلف على أيهما
حدث فعلا!


ولو أنك هنا
سنضيّعُ وقتا طويلا
في شهوة الكلام
وسنندمُ على ذلك لاحقا!

ولو أنك هنا
سأتركك تضيعُ في الزحام
لأجدَك صدفة!

ولو أنك هنا
سنكونُ موجة
ونتقنُ لغة الماء
بلهجاتها الستين


ولو أنك هنا
سأترك لك حرية
السفر والحضور والغياب..
فيّ!

ولو أنك هنا
لوجدت لك العذر..
في الجنون..
فقط!

ولو أنك هنا
لتبعتُ قلبي
وعرفت أين تختبئ فيك
ينابيعُ لستَ تدري بها!


ولو أنك هنا
لاستكنتُ ذاهلةً
أمام بلاغةِ صمتِك


ولو أنك هنا
لأنصتُ وإياك
إلى دوي الريح
وعزف الناي
و ابتهالات صوفيين
واعترافات خاطئين
تضج...
في دمنا!


ولو أنك هنا
لجلستُ على ركبتيك
وملتُ بك
كي يتوازنَ العالم!

ولو أنك هنا
لاختبرنا
احتمالاتِنا المسجونة
في أكوانٍ موازية

ولو أنك هنا
سترى عيوبي
التي خفِيتْ عنك
ومزايايَ أيضا !

ولو أنك هنا
ستشتركُ معي
في جريمة
وتعترفُ
بتفاصيلها كاملة!

ولو أنك هنا
لصارَ في مدينتنا بحرٌ
ولغرقنا في أول سفينة!

ولو أنك هنا
وحين تغمضُ عينيك
نصفَ إغماضة
سيلتمُّ الكون
ويغدو حضنا

ولو أنك هنا
كيف سيقتنع
الكونُ
أن الفصولَ الأربعة
لا تأتي معا؟!

ولو أنك هنا
كنتُ سأهربُ منك
كيلا أعرفَ أكثر
فأخسرَ
شكّي أو إيماني..!

ولو أنك هنا
لما كنتُ أكتبُ
الآن
وتحلمُ بك
أوراقي!

نيسان ـ نشر في 2017-12-21 الساعة 12:45


رأي: غادة خليل شاعرة وكاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً