اتصل بنا
 

إرهاب الدول ضد مواطنيها...مسكوت عنه.

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2017-10-05 الساعة 14:33

محاربة الإرهاب والتطرف: الأجندة الإسرائيلية والتأثير على المنطقة العربية
نيسان ـ

أسعد العزوني
منذ تنفیذ الموساد الإسرائیلي الإرھابي والیمین الأمریكي الغبي لجریمة ھدم البرجین
وتوابعھا ، مثل حصار الرئیس بوش الصغیر بطائرتھ في الجو ومھاجمة البنتاغون
في الحادي عشر من أیلول/سبتمبر عام 2001 ،وإسناد العملیة بصورة فوریة لتنظیم
القاعدة ،وإتھام السعودیة بالدعم ،ومن ثم سنّ قانون 'جاستا'الأمریكي لمحاسبة
وتغریم الریاض على فعلتھا ؟؟؟!!! وأنوفنا تزكم بالدعوات لمحاربة الإرھاب
والتطرف ،من خلال تمویل ورشات عمل وندوات ومحاضرات ،وإعداد محللین
سیاسیین یتحدثون باللسان الأمریكي ،وكذلك ظھور فرع الإستخبارات السریة
العسكریة الإسرائیلیة 'ISIS 'الملقب بداعش ،تماما كما ھو الحال بالنسبة للحملة
الأمریكیة التي عمّت المنطقة ل'تعلیمنا ' أصول الدیمقراطیة قبیل غزو وإحتلال
وتدمیر العراق في ربیع العام 2003،تنفیذا للأجندة الإسرائیلیة التي صاغھا رئیس
الوزراء الإسرائیلي الأسبق دیفید بن غوریون الذي قال أنھ لا ضمانة لأمن وبقاء
إسرائیل إلا بتدمیر الجیوش العربیة الثلاث، وھي بالترتیب :الجیش العراقي والجیش
السوري والجیش المصري.
لم یبق صغیر أو كبیر ،معني أو غیر معني ،إلا وإنخرط في موضوع محاربة
الإرھاب والتطرف ،وتجلى ذلك واضحا بعد ظھور داعش الإرھابي الذي یعد تنظیم
أجھزة الدول ولیس تنظیم الدولة الإسلامیة كما یحلو لھ تسمیة نفسھ ،ویواظب الإعلام
العربي المتلقي على تجسید ھذا اللقب،والأدھى من ذلك أن حملة مكافحة الإرھاب
والتطرف ،طالت نشأنا من خلال تعدیل مناھجنا التدریسیة بما یتوافق مع الفكر
الماسوني والتوجھ الصھیوني،وآخر ما طفى على السطح تشكیل لجنة سعودیة-
فاتیكانیة للنظر في أصول دیننا الحنیف،وذلك بعد قمم الریاض الماسونیة ،التي
ترأسھا الماسوني ترامب في الریاض قبل نحو ثلاثة أشھر، ولھف من إحداھا نصف
تریلیون دولار ،وغادر لتشتعل النیران في جزیرة العرب ،وتتھم البحرین والإمارات
والسعودیة دولة قطر بالإرھاب؟؟؟؟!!!
نحن لسنا مع الإرھاب والتطرف ،ونعلم جیدا أن ھذا اللقیط الذي سیطر علینا منذ
جریمة الموساد الإسرائیلي المتمثلة بھدم البرجین ،وترعرع بظھور تنظیم أجھزة
الدول الإرھابي بإمتیاز داعش ،لیس فعلا عربیا ولا إسلامیا ،فنحن على مستوى
العروبة والإسلام عجزنا عن مقاومة مستدمرة إسرائیل الخزریة الإرھابیة مذ كانت
فكر عام 1916، بل على العكس من ذلك ھناك وثائق بخط أیدي أصحابھا وھم
یقرون فیھا بمنح فلسطین للیھود او غیرھم إرضاء للمندوب السامي البریطاني في
الجزیرة العربیة السیر بیرسي كوكس ،وتعھدوا بانھم لن یخالفوا أوامر بریطانیا ما
حیینا ،وأعني بذلك الملك عبد العزیز آل سعود،ولا ننسى أننا ألغینا فریضة الجھاد في
مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي في داكار منتصف ثمانینیات القرن المنصرم،وھا
نحن ننبطح أمام النتن یاھو ونطبع مع مستدمرة إسرائیل.
لكن المسكوت عنھ مع سبق الإصرار والترصد محلیا ودولیا ،ھو إرھاب الدول ضد
مواطنیھا ،وھنا فإن مساحة الإتھام تطال الجمیع أغنیاء وفقراء مانحین وممنوحین
ضعفاء وأقویاء ،وأعني بإرھاب الدول كافة القوانین الرسمیة التي تتخذھا الحكومات
ضد شعوبھا للتضییق علیھم وفرض الضرائب والتقیید على الناشطین والمفكرین
وغیرھم ،وكما قلت فإن الإتھام لیس موجھا لدولة بعینھا ،بل یشمل الجمیع بدءا من
جزیرة ' ماكرونیزیا'وإنتھاء بالولایات المتحدة الأمریكیة.
تقوم بعض الدول بالتفنن في إرھاب مواطنیھا الذین یرفضون العیش على طریقة
الحاكم المستبد وأعوانھ ،بل یریدون العیش في وطن یزھو بھم ویتسع للجمیع ،وتكون
إنجازاتھ مثار إعجاب العالم ،ولكن العقبة تكمن في ان البعض یرید وطنا على مقاس
مصالحھ فقط ،وھنا تكمن المأساة ،وھنا تبدأ الكارثة التي لا تنتھي ،ولنا في كافة
الدول العربیة بدون تحدید خیر دلیل ،وأتحدث ھنا عن النظام الشمولي ومفھوم الولاء
والإنتماء ،والسؤال الملح ھو :ھل یعقل سحب الجنسیة من المواطن الذي یرفض الذل
والحرمان ؟وھل یجوز تھمیش وإقصاء وحرمان كل من لھ رأي مخالف؟وھذا ما
یفسر ھروب الأدمغة العربیة إلى الغرب لتبدع ھناك ولكن لمن إحتضنھا.
نلمس فنونا من الإرھاب المسكوت عنھ في الدول العربیة على وجھ الخصوص
،وھي تخییر المواطن بین العمى والعمى ،أي بین تسلیم كافة جوارحھ للمستبد ،أو
قطع وتعطیل كافة ھذه الجوارح في حال رفض العرض الأول،وعندھا لن ینھض
المجتمع ولن نرى الإبتكارات وصور الإبداع، لأن الجمیع یفكرون بطریقة المستبد
ویسمعون بأذنھ ویرون بعینھ ویكتبون بقلمھ وحتى انھم یتنفسون من منخره ،فأي
حیاة ھذه ،وأي مستقبل یرتجى؟؟؟؟

نيسان ـ نشر في 2017-10-05 الساعة 14:33


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً