اتصل بنا
 

مسيرات العودة على بساطتها تربك الصهاينة

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-03-30 الساعة 22:15

نيسان ـ

أسعد العزوني

تعيش مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية -المدعومة ليس من قبل الغرب المتصهين فقط ،بل من صهاينة العرب انجاس صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية وتتنازل عن القدس للصهاينة ،كما انها تشطب الأردن الرسمي-هذه اللحظات أكثر اللحظات إرباكا لها كون الصراع مؤخرا تحول من صراع مع أنظمة رسمية عربية خانعة مستسلمة أصلا ،إلى صراع مع قوى الشعب ،وهذا ما لا يريده الصهاينة ،لأنه يربكهم ويحول مسار الصراع إلى وجهة غير مضمونة النتائج بالنسبة لهم.

كانت مستدمرة إسرائيل الخزرية تفرض حروبها الممسرحة على الأنظمة العربية وتتفق معهم على النتائج مسبقا ،وما ان تحقق اهدافها وتغتصب المساحات التي تريدها حتى يخرج علينا مجلس اللمم في الأمم المتحدة ويطالب بوقف إطلاق النار دون إنسحاب الجيش الإرهابي الصهيوني من الأراضي التي إحتلها ،ومن فورها تبدي الأنظمة الرسمية العربية المرتبطة أصلا بمستدمرة إسرائيل على قرار مجلس اللمم ،وهكذا دواليك بدءا من دخول ما يسمى بجيش الإنقاذ إلى آخر حرب ممسرحة جرت في المنطقة وهي حرب النصر الهزيمة 'حرب رمضان 1973،التي فتح السادات المقبور بعدها علينا باب الإستسلام علانية بالتنسيق مع أصحاب صفقة القرن .

منذ أيام ونحن نسمع الصهاينة يتبكبكون ويرعدون ويهددون اهالي غزة المحاصرة منذ مؤامرة الإنتخابات غير الشرعية التي فازت فيها حركة حماس قبل نحو احد عشر عاما بطريقة ممسرحة لتوريطها في الحل الإستسلامي المفروض على الشعب الفلسطيني،وكانت تهديدات قادة الصهاينة واضحة أنهم سيطلقون النار على كل من يقترب من الحدود ،وهذا ما جرى إذ إستشهد حتى كتابة هذا المقال سبعة فلسطينيين وتم إصابة نحو 400 فلسطينيا من الذين شاركوا في مسيرة العودة بغزة هذا اليوم.

هذه المسيرات وعلى بساطتها ومحدودية مكانها ،أرهقت الصهاينة الذين خرجوا عن طورهم وظهروا على حقيقتهم الإرهابية رغم حاجتهم للتمثيل على العالم انهم طلاب سلام ،ولذلك فإن ردة فعلهم الخرقاء التي أظهروها في مواجهة الحشود التي إقتربت من الحدود ،تعبيرا رمزيا عن تمسك الفلسطينيين الذين شردوا من بيوتهم وديارهم وممتلكاتهم بتنسيق صهيو-عربي،عبرت أفضل تعبير عن واقعهم ،فهم ورغم سلاحهم الرئيس وهو تنسيق قوى عربية عاربة و مستعربة معهم مذ كانت مستدمرة إسرائيل فكرة صهيونية على الورق عام 1915 ،حتى يومنا هذا الذي نشهد فيها ما يطلق عليه صفقة القرن الخيانية ،ورغم إمتلاكهم السلاح النووي منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم ،إلا انهم فقدوا اعصابهم أمام مئات من المدنيين العزل الذين تحركوا من غزة بإتجاه الحدود.

منذ أن أعلن القائمون على حق العودة في الخارج انهم سيثيرون الموضوع على طريقتهم ،التي تتمثل بتسيير حافلات تقل فلسطينيين مشردين ،تنطلق من تركيا لتجوب كافة انحاء اوروبا تعبيرا عن تمسكهم بحق العودة رغم انهم يعيشون مرفهين في الغرب ويحصلون على حقوقهم وأهمها حقوق الإنسان ،رأينا قادة الكيان الصهيوني وقد فقدوا اعصابهم لعدة أسباب منها ،ان هذه التظاهرة السلمية الحضارية ستفتح أذهان الغرب مجددا بإتجاه القضية الفلسطينية برمتها ،وسيعمل ذلك على حسم التفكير الأوروبي في المسألة ،خاصة وانهم اتخموا بالصور الإجرامية التي إرتكبتها اليد الصهيونية في غزة ،ناهيك عن الناشطين الذين تتطوعوا لزيارة فلسطين المحتلة ليروا الواقع بعين الحقيقة ،لا كما يريد الصهاينة أن يصوروا للعالم بأنهم يريدون السلام على عكس العرب والفلسطينيين 'الإرهابيين '،وعموما فإن الغرب لم يعد مقتنعا بأن مستدمرة إسرائيل عبارة عن حمل وديع يعيش في هلع بين 22 غولا بعدد الدول العربية.

هناك ملاحظة مخزية لكن يجب الحديث عنها من قبيل الشفافية وهي أن العرب الذين يقولون عبثا ان الفلسطينيين باعوا أرضهم ولا يريدون العودة إلى فلسطين ،لم يسمحوا للفلسطينيين المقيمين عندهم بالتحرك نحو الحدود للتعبير عن تمسكهم بحق العودة المقدس ،الذي لا يسقط بالتقادم ولا يمتلك أيا كان نظاما او مسؤولا التفريط به او التنازل عنه.

ترى إذا كانت مسيرات غزة على بساطتها قد أربكت الصهاينة الذين إستنفروا بكل أوجه إرهابهم لمجابهة 'العائدين'إلى الحدود فقط، فما الذي سيحدث للصهاينة لو أن دول الطوق العربية وما أطول حدودها قد سمحت للفلسطينيين ليس بإقتجام الحدود بل بالتوجه سلميا نحو الحدود ،ليقولوا للصهاية الخزريين أننا عائدون يوما ولن تثنينا صفقة العار 'القرن 'عن ذلك..وإن غدا لناظره لقريب،فسوف لن تبقى مستدمرة إسرائيل ،وسيزول معها كل حلفائها من أصحاب صفقة القرن وغيرهم.

نيسان ـ نشر في 2018-03-30 الساعة 22:15


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً