اتصل بنا
 

البائسون في شارع العشاق

ناشط اجتماعي

نيسان ـ نشر في 2018-03-17 الساعة 15:02

نيسان ـ

بعد صلاة المغرب انطلقت مسيرة من امام مبنى المحافظة الى ساحة السلام في مادبا؛ للمطالبة بالافراج عن المعتقلين الاحرار، حملت اسم صرخة غضب.

العدد كبير والهتاف مجلجل والمسيرة حضارية.

توقف الركب في الساحة وبدا الحديث؛ فأول من بدأ الحديث أشار الى تلاحم القبيلة للمطالبة بالافراج عن المعتقلين؛ ما يؤكد ان لا سياسة ولا أحزاب ولا معارضة حقيقية بل غاب الجميع وحضرت العشيرة لتطالب بالإصلاح الحقيقي.

اما المتحدث الثاني فأعطى سقفًا من سقوف الربيع العربي وبشكلً صريح وهذا ما لقي اعجابا لدى الحضور واثار الحماس بينهم وكانت الفرحة تعتريهم، باعتباره اسهل الحلول للوصول الى الخراب الذي يتلوه العمار كما تتأمل الشعوب.

فيما تحدث الثالث عن الظلم ثم دافع عن معتقلي الرأي، مطالبا الدولة التحلي ببعض المرونة وان تتقبل الانتقاد وان تحاول السير نحو الاصلاح الحقيقي الملموس.

على ان المتحدث الرابع رجلً طويل القامة ويحمل الكثير من ملامح العروبة التي حضرت في خطابه البدوي، وان لم يدع الى تلاحم عشائر كما اعتقدت، بل دعا الى تلاحم الاحرار والحراكات الشعبية تحت مسمى واحد وهدف واحد وكأنه يؤيد حديث الثاني بطريقة الاول.

اعتقد المتحدث الخامس بأني سمعت عريف المسيرة يقدمه على انه جنرال متقاعد من الجيش، تحدث عن العبودية وان الانسان لا يستطيع العيش مثل البهائم يأكل ويشرب وينام بلا هدف او مبدأ.

في الحقيقة كانت طريقة كلامه غريبة وكأنه يقول لن تفهموا شيئا ولن تفعلوا شيئا.

انتهت المسيرة أنفض الجميع تاركًا احلامه هنا، بقيت انظر اليهم ذهبوا جميعا كانوا سعداء جدا وكانهم حققوا النصر، بقيت وحيدا لبعض الوقت قبل ان تداهمني اعباء الحياة فمضيت وحيدا للمنزل.

انتبهت إلى سجائري، والى تلك النقود في جيبي والا بها شحيحة ولاتكفي لشراء علبة ولو رخيصة من السجائر.

حسنا، ما العمل امام رغبتي في الحصول على النيكوتين فيما جيوبي خاوية؟.

تذكروا جيدا ان حلول الاستدانة او الاقتراض غير متوفرة ، فهنا نتحدث عن عدالة في الفقر، كما ان ثقافة الدين من المحال التجارية مجرد عذر لا يقبله تجار لا يلتفتون الا الى ارباحهم وكروشهم.

غضبت جدا جدا وساعيش على امل المشاركة في مسيرة قادمة اصب بها جام غضبي واعود بلا سجائر أيضا.

وجلست على الرصيف افكر بالمسيرة وبما قالوا واعتقد جازما ان الاول هو اكثرهم حكمة ودهاء فالحل الافضل للاصلاح هو عن طريق العشائر ، والرابع قال الأمر ذاته تقريبا مع قليل من الاختلاف في المفردات والجمل، لكن قصد الحراكات الشعبية بدلا من العشائر ، فتسليط الضوء على المتحدث الثاني لم يكن إلا تأثيرا لمنع وصول صوت الاول والرابع .

نيسان ـ نشر في 2018-03-17 الساعة 15:02


رأي: بكر العجالين ناشط اجتماعي

الكلمات الأكثر بحثاً