اتصل بنا
 

انتصرت روسيا وإيرانُ وتركيا وإسرائيل. وهُزمت سوريةُ كثيراً

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2018-02-23 الساعة 10:21

نيسان ـ

تصفُ صحيفةُ 'الغارديان' البريطانيةُ همجيَّةَ بشار الأسد وڤلاديمير بوتين في الغوطةِ الشرقية بـ'مذبحة، لا يُمْكِنُ للإنسانِ أنْ يتصوَّرها'. أمّا 'التايمز' فترى أن 'الأسد بقساوته، يُحوِّلُ الغوطةَ إلى جهنم على الأرض'. وقد قتلت الراجماتُ والطائراتُ أكثرَ من 300 سوري، ولا تسألوا عن الأطفالِ والنساءِ والغافلين والغافلاتِ في البيوت، فذلكَ شأنٌ عابرٌ، لا يأبهُ له الأسدُ الصغيرُ، ولا القيصرُ المغرورُ، ولا المجتمعُ الدوليُّ، الذي يتحدَّثُ عن النكبةِ السوريّةِ بالأرقام، ثمَّ يأسفُ. كأنَّما يأسفُ للانحباسِ الحراري.
تقولُ 'التايمز' إنَّ 'سمير سليم (45 عاما)، وهو أحدُ المتطوعين في أعمال الإغاثة والإنقاذ في الغوطة الشرقية كان يُنقذُ سيدةً من تحتِ الأنقاض، ثم تنبهَ إلى أنها والدته، التي ما لبثت أن توفيت بين ذراعيه'.
وأضافَ أن 'أحد منازل متطوعي 'الخوذ البيضاء' في الغوطة الشرقية تعرض للقصف، وكان أطفاله في داخله، إلا أنه لم يتمكن من الوصول اليهم لمعرفة إن كانوا أحياء أم أمواتاً'.
وتروي 'التايمز' عن أحد الأطباء إنه 'أنقذ أحد أطفال سائق سيارة إسعاف، ويضيفُ الطبيب أنّ والدَ الطفل جلبَ طفله، وتوسله للعمل على إنقاذه، قائلاً: 'أتوسل اليك، فهو الوحيدُ الذي بقي على قيد الحياة من عائلتي'.
يعودُ بشارُ الأسد إلى مسرحِ الجريمةِ، ليتفقَّد الضحايا الذين على قيد الموت. يَقُولُ القاتلُ: كنتُ هنا، مع الفقرِ والجوعِ في الغوطةِ الشرقية في آب 2013. لكنَّ الكيماويَّ لم يكنْ كافياً، فقد وُلِدَ أطفالٌ كثيرون، منذُ ذَلِكَ الوقت، ولا بُدَّ من تفقدُّهم بالصواريخِ في شباط 2018. صحيحٌ أنني مقاومٌ وممانعٌ، ولكنَّ ذَلِكَ لا يمنعُ من تقليدِ 'العدوّ'. فقد كانت له 'قانا' الأولى في 1996، وعادَ إليها في 2006، وفِي المذبحتين لم يقتل أكثر من من 161 إنساناً. لا بُدَّ من التفوِّقِ على 'العدوِّ' في إحصاءاتِ الضحايا، وذلكَ من أصولِ الردع!
هَلْ يُقاتلُ بشارُ الأسد مجاميعَ الهمجِ من 'جيشِ الإسلامِ' و'تحرير الشام' و'فيلق الرحمن' المتحصنين في الغوطة. أم أنه في نشوةِ الانتصارِ الكاذبِ، يبحثُ عن مكانةٍ في موسوعةِ 'غينيس'، ليهزمَ بنيامين نتنياهو، وسلوبدان ميلوسيفيتش، وصدام حسين، وسائرِ السفلةِ والمجرمين.
ليتفوَّقَ الأسدُ الصغيرُ على أبيهِ، عليه أنْ يكونَ متعاوناً أيضاً مع منظماتِ الهجرةِ واللجوءِ الدوليةِ، ويسألهم: كم عددُ السوريين في الخيامِ والملاجئ وفِي مرافئ الآخرين. الإحصاءُ بالملايين، هو يخافُ من العائدين. لا يأبهُ لأكثر من مليونِ سوريّ بين قتيلٍ وجريحٍ . تلكَ حمولةٌ زائدةٌ، فالعائلةُ تريدُ 'الأسد، أو نحرق البلد'. وذلكَ هو نصرها المبين، في بلادٍ محروقةٍ، ومحتلة.
انتهت الحربُ. انتصرت روسيا وإيرانُ وتركيا وإسرائيل. وهُزمت سوريةُ كثيراً: بشارُ يضحكُ على الأنقاض. السوريون في المقابرِ والمنافي. البيوتُ والشوارعُ والميادينُ تنتظرُ شركاتِ الإعمار الدولية. ولا مَنْ يكترثُ، فالمقبرةُ تظلُّ صامتةً، كما لو أنَّها مجتمعٌ دوليٌّ، أو مجلسُ أمن..

نيسان ـ نشر في 2018-02-23 الساعة 10:21


رأي: باسل الرفايعة كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً