اتصل بنا
 

فرص ضاعت

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-02-18 الساعة 20:35

نيسان ـ

أسعد العزوني
لو كان النظام العربي الرسمي جادا بخوض صراع حقيقي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،لإستخدم أسلحة متاحة له وبأقل كلفة من التي يشتريها من الشرق الغرب ولا يستخدمها ،لأن الجيوش العربية كانت تنسحب قبل أي رصاصة تطلق ،وإن وقعت مناوشات للضحك على الذقون فإن الرصاص العربي يكون فشنك،بدليل أن كل الحروب التي يتحدثون عنها إنتهت بالهزائم حتى حرب تشرين المجيدة التي عادة ما أصفها بانها حرب النصر الهزيمة،إنتهت بهزيمة سياسية منكرة ،مثلت بداية لطمس القضية القضية الفلسطينية كما نشهد هذه الأيام من خلال ما يطلق عليه صفقة القرن.

هذه الفرص أو الأسلحة التي أتحدث عنها تمتاز بنجاعتها وإقتصاديتها ،لكن ميزتها الأسوأ انها لا تتضمن عمولات او قومسيون يتفق عليه بين بائع السلاح والمندوب المرسل من دولته للتوقيع على الصفقة ،ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن معظم الصفقات التي تمت بين البترودولار العربي وبلاد الكفر الغربية لشراء أسلحة وطائرات بمئات المليارات من الدولارات والجنيهات ،لم ينفذ منها سوى بند العمولة والباقي يبقى حبرا على ورق.
الفرص الضائعة وغير المكلفة التي أتحدث عنها وضيّعها النظام العربي الرسمي هي التحالف مع اليهود غير الصهاينة ،وفي مقدمتهم طائفة 'ناطوري كارتا' أي حراس المدينة ،وهم معارضون وبشدة لإقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية،وكذلك العرب اليهود الذين هجّروا بالحيلة والغدر إلى فلسطين بعد عمليات إرهابية صهيونية ضدهم في بلدانهم العربية الأم ،بالتواطؤ مع العملاء الإنجليز في الأنظمة العربية أمثال الملك فاروق في المحروسة مصر ونوري السعيد في العراق والإمام البدر في اليمن والقائمة تطول.

مؤخرا برزت ظاهرة شكلت خطرا ماحقا ساحقا على الرواية الصهيونية وهم ما أطلق عليهم 'المؤرخون الجدد'وفي مقدمتهم المؤرخ آفي شلايم وبيني موريس وإيلان بيبي،الذين أنجزوا الشيء الكثير وحوربوا في مجتمعهم ما إضطر بعضهم للهجرة والعيش في الغرب،لكن بيني موريس إنهار تحت الضغوط ولم يجد له مظلة يستظل بها ،علما ان هؤلاء زلزلوا كيان مستدمرة إسرائيل ،ولم لا وهم من اليهود الذين وصلوا إلى مراتب علمية متقدمة.

هناك أيضا فرص أخرى ضاعت علينا وهي أننا لم نتصل مع رئيس الكنيست السابق أبراهام غولد الذي قال أنه تم تضليل اليهود بأن فلسطين أرض بلا شعب ،بعد أن تبين لهم أن فيها شعبا متجذرا عبر التاريخ ولا يمكن إقتلاعه،وقد دفع ثمن هذه 'الردة'ولم يجد منا من يقوم بالتشبيك معه ،وإستثمار موقفه الجديد كحالة من حالات الصراع وأشكاله.

كان النظام الرسمي العربي ومنذ العام 1916 تحديدا ،حريصا على منح الولاء لبريطانيا كي ترضى عنه وتثبته في الحكم الذي لا يستحقه،وإنتقلوا بعد ذلك للتشبيك مع الزعماء الصهاينة أمثال الثعلب الماكر شيمون بيريز الذي كان حبيب وصديق الحكام العرب.
والمخزي في الموضوع أن مستدمرة إسرائيل قامت بتجنيد آلاف العملاء العرب ومنهم من كان رأس الحكم في بلاده ،ووصل الأمر بهم إلى شراء طيارين عرب تمكنوا من سرقة طائرات حربية سوفيتية، واللجوء بها لمستدمرة إسرائيل لتستفيد من تقنيتها وتكشف أسرارها وتبيعها للولايات المتحدة،مع أننا لم نفلح بتجنيد يهودي واحد رغم 'قوة ومهارة وشطارة ومهنية وفهلوة 'أجهزتنا الأمنية العربية ،ورغم معرفتنا بمدى حب اليهود للمال،وكان جل إهتمامنا منصبا على الفنانات الغربيات وإنتاج فنانات عربيا .

مجمل القول ان النظام العربي لم يفلح في أي مرحلة من مراحل الصراع لأنه كان حليفا لمستدمرة إسرائيل ،وها هي المراهقة السياسية تكشف عن نفسها بتطبيعه مع المستدمرة،ولتثبت ان علاقتها معهم كانت إبان وجود المستدمرة فكرة صهيوينة عام 1915 ،ومع الأسف أن المراهقة السياسية كانت هي صاحبة القرار في العالمين العربي والإسلامي لإتباعها نظام الرشا ،وهو الذي ثبّت وجود الصهاينة في فلسطين..فتش عن الأصول والمنابت.

نيسان ـ نشر في 2018-02-18 الساعة 20:35


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً