اتصل بنا
 

الاستفزاز الملكي للشباب .. فقط وفّر لهم الحماية واستمع لهم كفاية

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-02-03 الساعة 12:47

نيسان ـ

ونحن في اجواء وتداعيات حديث الملك الصاخب والحوار الجاد والاستثنائي بكل المعايير لنخبة من طلبة الجامعة الاردنية مع القائد والاستنتاج السريع والمهم مما جرى والذي ما زال يسري في العقول والوجدان.. ان الملك يعول كثيرا على الشباب بقوتهم و حركتهم وحنكنهم واهدافهم البيضاء كما ثورتهم البيضاء المنتظرة او المأمولة اجدني اقلب في اوراق مرحلة من انضج مراحل العمر وهي مرحلة عصيان شبابي في مادبا « جنوبي عمان» الممهورة بالتقدمية والافكار النيرة..على البرستيجات الاجتماعية« والقرن» بكل تكلساتها وتخبطاتها وتمسكها بمصالحها الذاتية الضيقة وبحثاعن الجديد والتغيير وعن الاردن الجديد بابهى صوره.

فمنذ عقدين وازيد من الزمن كأنهما الان ما كنا نلاحظ على كل المستويات الحرص على تكريس واضح لادوات اجتماعية في الوطن ومدنه ، من مسؤوليتها الاساسية تغييب الوعى وقطع دابر النضوج والشد بالناس الى الخلف وكانت هذه الادوات في عز نشاطها في مواسم الانتخابات سواء كانت بلدية او نيابية.

في التسيعنيات انتفضنا على هذه الادوات انتفاضة شرسة ودعونا عبر وثيقة شبابية وقع عليها اكثر من 350 شاب وشابة من مختلف التشكيلات الاجتماعية في المدينة للارتقاء بسوية الافرازات للترشيح سواء للبلدية والنيابة والخروج من الحارة ومنطقها ولغتها ومفرداتها وسلوكياتها وحملنا لهذا الغرض مرشحيين نيابين وقدنا معارك انتخابات بلدية .
واذكر ان حوارات شرسة اقيمت لهذا الغرض في كل الحارات تولى ادارتها التيار الشبابي المستنير وكالعادة اجهض التيار امام سطوة القوى العشائرية التقليدية وهرب من بين ايدينا مرشحين للنيابة مع اول طرح استناري، قفز عن الحارة وقفز عن الخيارات التقليدية للمرشحين وعن العائلات التى يفترض دائما ان تفرز مرشحين.
وذاب ال 350 شابا وشابة وبقينا على ما اظن 8 شباب وشابات مارسنا قناعاتنا بحرية وبلا خوف من سطوة القوى العشائرية، منهم من وقف مع مرشح حزبي واخر خرج بالكامل عن مرشح الحارة والعشيرة واخر قاطع وانزوى .
الخلاصة ان المدينة منذ ذلك الوقت بالنسبة لي عدوة للوعي ,عدوة للنضوج , عدوة للثقافة ,عدوة للحرية وللقرار الحر والذي نراه على السطح برستيحات .. وهي بالجزم تغوص في حضن التخلف والقوة العضلية وليس غريبا ان تتفشى فيها كل الظواهر الشاذة المشكو منها حاليا .
والخلاصة الاخيرة ..اننا نضحك كثيرا على بعض 'ونخزوق' ببعص ولا نحتمل تميز او نجاح للبعض، وانتقائيين في قراءتنا للواقع وتحركنا دائما نظرية المؤامرة في ابسط دوائرها ونسخف في الذي يجتهد ويفصح عن حب للوطن و للمدينة وناسيهما بلا شهوات ونخطط للارتقاء بهم بلا اجندات .
يا جلالة الملك..
الشباب الاردني ،في كل زمن وحالة جاهزون لكي يكونوا معول بناء في ثورتك البيضاء ومشروعك الاصلاحي من اجل اردن الغد، فقط وفرلهم الحماية واستمع لهم كفاية وازل من طريقهم اصحاب الغايات الرخيصة وذوي الغواية!!

نيسان ـ نشر في 2018-02-03 الساعة 12:47


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً