اتصل بنا
 

الكونفدرالية من جديد

نائبة سابقة

نيسان ـ نشر في 2018-01-08 الساعة 09:28

نيسان ـ

'دع الأردن يأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة. دعهم يتصرفون معها أو يغرقون وهم يحاولون ذلك'، هذا اقتباس للمستشار الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض ستيف بانون في معرض شرحه لرؤية ترمب في الشرق الاوسط، حسبما جاء في كتاب 'الغضب والنار في البيت الابيض' لمؤلفه مايكل وولف الذي أحدث ضجة فور صدوره يوم الجمعة الماضي.
اقتباس ستيف بانون، يعيد الى الواجهة من جديد ما كان يثار حول اقامة كونفدرالية بين الاردن وفلسطين، وهذه بصراحة ليست رؤيا ترمب وادارته، وانما رؤيا تبنتها ادارات اميركية سابقة ولم تتمكن من ترويجها في المنطقة، بسبب الموقف الاردني والفلسطيني الواضح منها، لكن الفرق بين الادارات السابقة وادارة ترمب في هذا الصدد، بان الاخير لا يفهم لغة الحوار وانما سياسة فرض الامر الواقع كما حصل عند اتخاذه قراره الشخصي بان القدس عاصمة دولة الاحتلال الاسرائيلي.
الموقف الاردني من الكونفدرالية مع فلسطين واضح وجلي، وتجسد في تصريحات سابقة لجلالة الملك عبدالله الثاني لعل أبرزها عندما قال ' الحديث عن اقامة كونفدرالية بين فلسطين والاردن الآن، كلام ليس في محله ، ولن تقوم كونفدرالية حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وبموافقة الشعبين الاردني والفلسطيني'.
'صفقة القرن' القديمة الجديدة، لتصفية القضية الفلسطينية تقوم على تمزيق الجسد الفلسطيني الى اكثر من جزء واتباعه لاكثر من دولة، فحسب الرؤيا الاميركية فان القدس شرقيها وغربيها لدولة الاحتلال الاسرائيلي، والضفة الغربية للاردن، وغزة لمصر، وتراهن الادارة الاميركية من خلال تطبيق رؤيتها القاصرة هذه مستقبلا على انهاء الصراع العربي الاسرائيلي في المنطقة.
لا يمكن انهاء الصراع العربي الاسرائيلي دون ادراك أهمية الدور الاردني في هذا الصراع، فقد شكل الاردن على الدوام صوت العقل في المنطقة والعالم، وكان على رأس الدول المضيفة للاجئين رغم موارده وقدراته الاقتصادية المحدودة وتخلي العالم عنه، وابرز سلاحه في وجه الارهاب، وكان دوما الى جانب الحق في الدفاع عن امتيه العربية والاسلامية، وشكلت القضية الفلسطينية قضيته الاولى على مدى عقود، وحفظت قيادته الهاشمية المقدسات الاسلامية والمسيحية انطلاقا من دورها التاريخي في الوصايا على هذه المقدسات.
الاردن لن يقبل البحث في كونفدرالية مع فلسطين، قبل اعلان الدولة وعاصمتها القدس الشرقية، ولن يقبل بتوطين اللاجئين، والفلسطينيون لن يقبلوا بديلا عن بلادهم المحتلة ولن يقبلوا باقل من دولة، ويجب على العالم التحرك ازاء السياسات الاميركية في المنطقة التي ستذكي الصراعات بدلا من حلها.
تخبط ورعونة ترمب واضحان من خلال اقتباس بانون الذي أكد على أن الادارة الاميركية غير مهتمة نهائيا باحلال السلام في المنطقة، وانما هدفها الأساس ضمان مصلحة دولة الاحتلال الاسرائيلي، فهي لا تمانع ان 'تغرق' المنطقة في صراعات مسلحة جديدة، لكن ما لا تدركه بان دولة الاحتلال لن تكون بعيدة عن مرمى النيران التي ستشتعل في المنطقة بسبب حلول احادية، فماذا سيتبقى للشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي عندما تصادر مقدساته؟.

نيسان ـ نشر في 2018-01-08 الساعة 09:28


رأي: خلود الخطاطبة نائبة سابقة

الكلمات الأكثر بحثاً