اتصل بنا
 

الكأس اصدق أنباء منكم

نيسان ـ نشر في 2017-12-07 الساعة 19:55

نيسان ـ

'كم أتمنى أن يكون حيوان أبي المنوي الذي كان سبباً بوجودي رجلاً... لأقتله'

وكم أتمنى أن اعود بالزمان للوراء، لأقتل رغبة أبي الجنسية التي أنجبتني...التي جعلت مني أبناً لهذا الزمان...

منذ ألامس وأنا استحضر الماضي ... استحضره بشعرائه ... بأبطاله ... بمغنيه...بفرسانه... كلّمت صلاح الدين ... خالد بن الوليد... المتنبي ... قلت لهم ... سوف افتح لكم طاقة تنظرون من خلالها الى واقعي، وواقع أمتي ...الى سنة 2017 ...تنظرون الى القدس ترحل... سأريكم مستقبلاً كنتم سوف تكونوا جزءا منه لو تأخر حيوانكم المنوي قليلا على الخروج....

ازدحمت تلك الطاقة برؤوسهم... تصارع خالد بن الوليد مع المتنبي، و ضرب رأس صلاح الدين برأس طارق بن زياد وهم يتسابقون ليروا مستقبل أبنائهم .... ولم يطل الانتظار طويلاً... لكنه ...انتهى ببصاقهم في وجهي ... وركضت ورائهم اسألهم لماذا...إلا أنهم اختفوا...

ومنذ الأمس وأنا أحاول إعادة استحضارهم... ولكن بلا جدوى... فحاولت ايقاظ الحماس بداخلي... فلم أجد افضل من الإستماع لجوليا بطرس وين الملايين... و فيروز أجراس العودة ... و سميح شقير إن عشت فعش حرا او مت كاالادأشجار وقوفاً... مرسيل خليفة أحن الى خبز أمي ... لكن دون فائدة...

عندما انتهت بي السبل جميعها الى لا شيء.... مع أنى نشرت اكثر من منشور لاستحث نفسي وأكون إنسان... إنسان بكلمتي... وبرايي تجاه القدس ....وتجاة نفسي ... وتجاه ابنائي....عندها قررت أنه لابد من أن اشرب... أشرب كأس الحقيقة ... ذلك الكأس الذي لم يخذلني يوما... لأنه يجعلني اغوص في نفسي وانضح من قاعي ....

وأنا اشرب كأس الحقيقة الذي أكتسى بلون الدم... خرَجت من داخلي الشخصية الجريئة ... الشخصية التي استحضرها كلما اضعف ... استحضرها دائماً بك يا كأس الحقيقة... واستبشرت بها خيراَ كعادتها عندما تخرج ... وإذ أتفاجئ بلطمة على خدي...ليتبعها كلمات اكثر الماً من اللطمة... تلك الكلمات التي قذفت بها شخصيتي الداخلية وقالت:
' كيف تجرؤ أن تكتب عن القدس، كيف تدنس عظمة القدس بتتفاهاتك... القدس أقوى منك ومن أمّتك ... ولو أن انصار القدس مثلك لدمرت القدس منذ زمن... القدس باقية... ولكن ليس بسواعدك وسواعد أمتك.. وقالت لي أنني كاذب مثلكم يا أبناء أمتي... ولن يخرج منا بطل ...وقالت اغربوا عن وجه القدس لأنها سوف ترى النور ... نور جيلٍ يقدر عظمتها و صمودها... وقالت لي: لا تعبثوا بأبنائكم ...فانهم افضل منكم ... أن كففتم عنهم قيمكم و شركم'

انا دائما ما اصدّق ما يأتيني به كأس الحقيقة، لأنه لطاما نضح بالصدق ... لذلك لن اتابع أخبار القدس ...لأنني اقل قدرا ... أقل قدراَ من وزن السيف... او التورس ... أو حتى اضعف من ان اضغط على زناد بندقية... بندقية تعيد لنا القدس... وسوف اغلق عيناني وأذناي وأمثّل أنني مجنون .... لأحاول ان استمر بحياتي الى أن اموت ....أموت كا لا شيء ...كأني لم اولد... مثلي كمثل مليارات من أبناء أمتي ...

الآن ...اشعر بصوت أقدام صلاح الدين وخالد و المتنبي و مرسيل تقترب من طاولتي ... فاهلا بكم ... ووداعا ياقدس ...

#الانسان_المهدور

نيسان ـ نشر في 2017-12-07 الساعة 19:55


رأي: محمد ملكاوي

الكلمات الأكثر بحثاً