اتصل بنا
 

اياكم والعبث بالوطن

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-12-03 الساعة 12:31

نيسان ـ

داهمني بالامس تيار بارد جدا حينما قرأت لصديقة من دمشق نصا وجدانيا ربط بين الاحذية والكتاب وكيف انهما يباعان على رصيف واحد في شوارع دمشق التى ما زالت تحتفي بالحياة ..
خفت .. ارتعبت ..على محمد الماعوط ..وزكريا تامر وممدوح عدوان وادونيس وحنا مينه وكوالبت خوري.وخلت ان دمشق تقترب من حتفها المحتوم.
..فدمشق ليست فحسب كيان وشعب ونظام نتقاتل على ثوريته او عمالته بل دمشق الفكر الانساني والثقافة المنفتحة ودمشق الحوار ؟؟..
فاذا بهذا النص الوجداني المميت الذي يحمل اشمئزازا لافتا لما يجري هناك قربنى من مشهد حرق الكتب في بغداد ايام غزوة المغول وايام غزوة الامريكان والاوروبيين في العصر الراهن..
ووضعني النص هنا في عمان وفي كل مدينة من مدن وطننا امام جريمة هنا وجريمة هناك وغضب هناك وتخريب هناك وتهديد صارخ للامن الاجتماعي الذي هو مغناة الاردنيين وهو يصرع بعين الحسد مثلما صرع الحسد ياسمين الشام من كثرة التغني به واستحلاء ظلالة وفية وعطرة الفواح .
وهذا كله اما على خلفية حماقات السياسيين واصرارهم على استحضار بطولات التاريخ ثم محاولة النفاذ بجلدهم من غضب التاريخ حين يعري التاريخ مؤامراتهم ليحتلوا ناصية من نواصي التاريخ وشذوذ المنحرفين اجتماعيا واعداء الحياة والحاقدين والغاضبين على محبي الحياة .
وبين مشهد دمشق ومواتها المبكر ومشهد انتزاع الحضارة والفن من بغداد يرتسم وطننا .. يرتسم الاردن الذي لن اقول فيه الا ..اياكم والعبث بالوطن .. فنحن لا نحتمل فراقه ولا نطيق رؤية السكين وهي تجز عنقه على مائدة الصراعات التافهة والهوس بالسلطة .
اياكم والعبث بالوطن فاخشى ان يشكل المارقون الخائنون لوطنهم مشهدا لرقاب انسانية تعلق في شوارعنا وقتها لا تنفع القشاعير الباردة ولا الندم بل نحتاج للتقيؤ .وملاذنا الاستفراغ .
اياكم..
ان فقدنا الوطن فقدنا الحياة فالاردني لا يحتمل الا ان يكون ملتصقا بالوطن وان يكون والوطن توأمين سيامين ..!!

نيسان ـ نشر في 2017-12-03 الساعة 12:31


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً