اتصل بنا
 

الجكارة"..في مواجهة وراثة الزعامة

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-07-21 الساعة 13:37

الجكر يسيطر على الحوارات العربية ويولد رأياً مخالفاً للمخالفة فقط، وينتشر في العلاقات العائلية وداخل العشائر وبين المثقفين والحزبيين، ويعتبر مرفوضاً لأنه مبعث قهر وظلم، ويجب استخدام المجاكرة كأسلوب لإسقاط القهر والتمييز.
نيسان ـ


ما زال الحوار 'عندنا'وحين يطال كل شيء في الحياة يسير على طريقة 'الجكر' خصوصا في بسط رأي وولادة رأي يراد له ان يكون مخالفا لاجل المخالفة فقط، وهو كما يبدو لزوم ما لا يلزم في الحوارات العربية التى تدار وحول كل شيء.
ومباشرة حين تسود وتطغى 'الجكارة 'في حياتنا وحول ابسط القضايا استحضر بنت شقيقتي 'تينا 'ذات الاعوام الثلاثة والتي تتقن فن الجكارة بحرفية عالية خصوصا حين تقابل بالتعنيف والزجر , والصراخ والتهويب بالضرب وحين تحس ان منطق القهر يغلف الاساليب التربوية المتبعة معها من قبل محيطها فتلوذ 'بالمجاكرة 'وبعند ولكن ببعض من براءة الطفولة ولكن ايضا ينطق منها الذكاء !.
فمثلا وانا اعتقد انه من حقها اللجوء لهذا الاسلوب, فهي من حقها ان تلفت الانتباه لها مقابل الاهمال, ومن حقها ان ترفض الزجر اذا كان قهرا , ومن حقها ان تناور للحصول على حق لها يصادرونه عنوة, كأن تلهو بلا ضوابط وبلا رقيب وان توصل اي رسالة بدون مصادرة اوحصار اوعتقال طارئ بالاصرار على النوم مثلا في غير مواعيده!
وفي الواقع تسود 'المجاكرة 'وهي على قفى مين يشيل في العلاقات العائلية، وتبدو مساحاتها واسعة وشخوصها في تزايد وهى سائدة ايضا في العلاقات داخل العشيرة الواحدة وبين العشائر وفي اوساط المثقفين والحزبيين ولكنها احيانا تكون ساذجة ,وفي جانب اخر ترى مبعثها ظلما وقهرا لان تمة استئثارا واحتكارا، وثمة توريث لموقع ما او لزعامة ما وسد المنافذ على اخرين, لان عرفا ما حدد مواصفات الزعامة او ان تكون ناشطا هنا وفاعلاهناك ولهذا الجكارة ملاذ لكنها بالتأكيد مرفوضة سواء كانت بالوراثة أو جسرا للزعامة !.
.'الجكر 'فن له اصول وادوات وظروف ومعطيات واميل الى اعتباره مكتسبا ما دام كل شيء في الحياة, حياتنا وراثة في وراثة حتى امراضنا لها امتداد وراثي لكن الجكر مبعثة القهر .!
'جاكروا 'لاسقاط القهر اسلوبا وشخوصا وفلسفة بعد أن سطوا على مواقع في الحياة العامة والحق في الحياة والتنعم بمعطيات الحياة ومواقع في الحياة التى ليست حكرا على أحد.
جاكروا ايا كان ففي الجكارة حياة اخرة ونصر اخر اثر هزيمة كبرى...
وكان الله اقوى المجاكرين!

نيسان ـ نشر في 2017-07-21 الساعة 13:37


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً