اتصل بنا
 

«أطباء بلا حدود ".. مشيل معايعة وسميح الزوايدة"

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-07-10 الساعة 11:44

أطباء بلا حدود.. تقدير الناس وخدمة المجتمع في مدينة المحبة.
نيسان ـ

حتى وان كان تخصصهما في الطب والامراض والمعالجات, لكن لهما حيز من ذاكرة المدينة وذاكرة ناسها وفي السراء والضراء، وحازا على تقديرالناس ومحبتهم، لانهما قدرا ظروف الناس واحبا الناس بلا حدود ولا حواجز ولا قوالب لهذا يصح تسميتها باطباء بلا حدود .
ولان المهنة بدأت متواضعة ولان ذكاء ابوعصام وابو امجد 'رحمة الله عليهما 'لم تستعص على ما اذكر عليهما اية حالة مرضية لان امراض الناس انذاك كانت امراضا بيئة ودواء، وعلاجات امرض البيئة لم يكن صعبا وفي الوقت ذاته كانا يقدمان علاجا ناجحا وان استعصى الامر يحيلان الامر للمستشفى في عمان والاغلب 'الطلياني 'واطباء الاختصاص على ندرتهم .
فالطب وعلاج الناس وثقتهم بالطبيب والاطمئنان له ولتشخيصه ونجاعة العلاج الموصوف ..شكلت للطبيبين الراحلين سمعة طيبة خصوصا انهما تعففا عن الثراء المبكر وجانب من عملهما اليومي, خدمة لوجه الله وتقديرا للظروف الصعبة التى كان الناس يمرون بها، ما عكس كشفية بالمجان ودواء بالمجان وربما متابعة للحالات المرضية في البيت وبالمجان .
هذا كان بابا واسعا للانخراط في العمل العام والعمل الوطني وبابا للتجاذبات السياسية وتقطاعاتها وافترقاتها والتفافاتها على شأن وطني قومي كالشأن الفلسطيني الذي دفع ثمنه غاليا الدكتور سميح الزوايدة وكذلك الدكتور مشيل معايعة وكانا حاضرين في القضايا المحلية بشكل عام والشبابي بشكل حاص وفي تجربة نادي مادبا الثقافي الاجتماعي .
العيادة عند الطبيبين تجاوزت وظيفتها واختصاصها لتكون ملتقى حوارات سياسية وثقافية وفكرية ومظلة للاحزاب وصراعاتهما حيث انجذب الطبيبان للتيارات السياسية الناشطة في المدينة انذاك فمن كان محسوبا على الشيوعين ومن كان في حضن البعثيين ثم انتقلوا كما كل مواطنين المدينة الى احضان الفصائل الفلسطينية والتفوا حول القضية المركزية لانها انذاك كانت في قمة الاولويات.
قلنا في البداية ان الطبيبين 'سميح الزوايدة الذي يغادرنا للتو ومشيل معايعة الذي غادرنا قبل عقود ونديم الطوال الذي دفن قبل أيام وهو احد بناة الصروح الطبية في المدينة 'مدينة المحبة'ليسوا فقط ذاكرة تموت احيانا واحيانا هناك من ينبشها بل هم احياء في سيرة الابناء الذين يسيرون على خطى الاباء مهنة ولا ارقى واخلاقا ولا اسمى، وصروح شاهدة على العصر وعلى الماضي وربما على القادم الذي سيولد رغم قيصرية الولادات وجروحها ودمائها والدموع التي سنذرفها على الراحلين من ابناء مدينة المحبة ..,مادبا .!

نيسان ـ نشر في 2017-07-10 الساعة 11:44


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً