اتصل بنا
 

رمضان في بيروت ..

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-07-04 الساعة 11:55

تجربة عائلة لبنانية شيعية في بيروت خلال الحرب الأهلية في عام 1978 وتعايشها مع مسيحي من الأردن، وتضمنت القصة تعاونًا وتضامنًا بين العائلة والمسيحي في مواجهة الصعوبات والتهديدات.
نيسان ـ

اظن اننى اتحدث عن عام 1978 وعن عائلة لبنانية شيعية من بعلبك، شقيقان 'حسين شبشول واسرته الصغيرة وشقيقه حمزة كانا يديران عمارة شقق سكنية مفروشة من 8 طوابق، تسمي بناية الهيت في رأس بيروت، او اول شارع الحمراء باتجاه البنك المركزي وصحيفة النهار وكلية الحقوق التى كنت ادرس فيها وتسمى المنطقة ايضا ..'الصنايع '.

اذن.. انا في منطقة بيروت الغربية ايام احتدام الحرب الاهلية وزورا كانوا يسمونها حرب المسيحيين والمسلمين ودلالة التزوير اني مسيحي من الاردن فضلت ان اقطن في بيروت الغربية ذات الكثافة الاسلامية، وهذا ايضا فيه كل تزوير وافتراء وكانت الاشرفية وجونية وبقية المناطق تسمي بيروت الشرقية ذات الكثافة المسيحية ما يعني ان' اي مسيحي' عليه ان يكون في الاشرفية، لكني عاكست الامر وخالفت التقاليد والتقسيمات .

المهم تعايشت مع هذه الاسرة في كل الظروف والمناسبات وتعايشوا معي ايضا في كل الظروف والمناسبات نجتمع على الغداء مرة في الاسبوع واول افطار رمضاني شاركت به مع هذه العائلة بكل طقوسه وتقاليده وكرت السبحة افطار وراء افطار, سحور وراء سحور وصلاوات التراويح والسهر في لوبي البناية ولعب الشدة حتى ساعات متقدمة من صباحات اليوم .

واذكر اني تعرضت لوعكة صحية اجبرتني على ملازمة الفراش ايام كان حسين وزوجته وشقيقه يشرفون على علاجي واستدعاء الطبيب ان دعت الحاجة .
في البناية جنسيات متعددة وكان لافتا ان علاقة العائلة البعلبكية مع الزبائن المقيمين فيها رسمية الى ابعد الحدود باستثناء الزبون المقيم في شقة رقم 303 من الطابق الثالث للبناية التى يعرفها جيدا الدكتور وجيه الفرح والدكتورة هيفاء ابو غزالة والدكتور سامي النحاس شفاه الله والمحامي فارس الطوال .

اخطر حادثة وقعت في البناية حين اقتحمها مسلحون من الحزب التقدمي الاشتراكي وتصدينا لهم فاحس الشقيقان حسن وحمزة اني اصحبت مستهدفا فقررا اخذي الى بعلبك حماية لي فرفضت لكنهم جلبوا اقاربهم من بعلبك وهم في كامل اسحلتهم لحمايتي ومرت الازمة على خير .

اذن رمضان في بيروت ليس صياما وتقوى وطقوس .. هو مواطنة ببساطة وهو انسانية ببساطة وهو حب ببساطة في زمن كان صاخبا بالحياة والموت والعبثية وفي نفس الوقت عابقا بالوطنية ورفض كل اشكال التميييز والانموذج الحي العائلة البعلبكية والهيت وبيروت في ذروة الصراع الطائفي .!

نيسان ـ نشر في 2017-07-04 الساعة 11:55


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً