اتصل بنا
 

عبد الهادي المحارمة : عاشت فلسطين حرة عربية

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2017-04-17 الساعة 10:20

نيسان ـ

أن يقول النائب السابق /أمين عام حزب جبهة العمل الأردني السيد عبد الهادي المحارمة :عاش الأردن حرا عربيا ، فهذا أمر طبيعي ومتوارث ،ومعروف أن حزب السحيجة يتسع شيئا فشيئا ويضم أناسا آثروا القول على العمل .

وأن يتحدث السيد عبد الهادي المحارمة عن مشاكل الأردن ومعاناة الشعب الأردني المبتلي بالعشرة البررة وذراريهم الذين تفصل لهم المناصب على مقاسهم ،ويتقاضون رواتب فلكية ،فهذا أيضا أمر طبيعي.
لكن أن يهتف السيد عبد الهادي المحارمة مخاطبا أعضاء حزبه والضيوف في المؤتمر العام للحزب :عاشت فلسطين حرة عربية ،فهذا أمر يدعونا للتوقف عنده لما لهذا الأمر من تبعات محلية وإقليمية ودولية ،فالرجل ليس نفرا عاديا ،بل هو رجل يمثل قيمة ومقرب من القيادة الهاشمية ،وهذا يعني أن هناك مغزى كبيرا وراء شعاراته العملية التي يطبقها في حياته العملية محليا وخارجيا ،وكانت له بصماته النافرة في هذا المجال في البرلمان السابق ، وهذا ما جعل البعض يعمل جاهدا على عدم عودة السيد عبد الهادي المحارمة إلى البرلمان مرة أخرى رغم حصوله على حجم الأصوات التي تؤهله للنجاح.
معروف أن السيد عبد الهادي المحارمة ينتمي إلى مدينة سحاب الواقعة في الأطراف ،ورغم أنه بإستطاعته بناء قصر له في العاصمة ليكون قريبا من صناع القرار ،لكنه مصر على البقاء في مدينته سحاب التي يفتخر بوصفها شقيقة القدس التي كانت تشتري لها الأسلحة إبان ثورة عام 1936، في الوقت الذي وجدنا عواصم تطرد المستغيثين بها دون إعطائهم 'فشكة 'واحدة ،والغريب في الأمر أن هذه العاصمة مارست دور مزيفا في القومية والعروبة والمقاومة والممانعة.
لم يتقمص السيد عبد المحارمة هذا الدور العروبي هكذا، بل إنخرط فيه جينيا ووراثيا فهو من سلالة فدائي عريق ضحى من أجل فلسطين وقدم روحه فداء لها وزرع في نسله حبها والوفاء لها ،دون أن ينتقص ذلك من حب الأردن وقيادته الهاشمية ، والتأكيد دائما على أن الأردن هو أرض الحشد والرباط وهو المنطلق لتحرير فلسطين.
هو يعلم أن هذه البضاعة هذه الأيام لاتجدي نفعا بالنسبة لمن لا يفكرون أبعد من انوفهم ،ولكنه صاحب موقف ولديه قناعة بما يقول ولذلك يأتي كلامه ملامسا لشغاف القلب لأنه خال من الرياء الذي تركه للباحثين عن عرض الدينا ونذروا أنفسهم للتزلف وإتخذوا من النفاق طريقة لهم لتقربهم من أصحاب القرار زلفى.
كان بإمكان السيد عبد الهادي المحارمة أن يفكر بغير إتجاه ،لتأتيه الصفقات تترى أو أن 'يتموسن'ويتخذ من الماسونية طريقا ليرتقي المناصب ما رغب منها وماعلا أو ان يدعو السفير الإسرائيلي او الأمريكي إلى وليمة منسف كما يفعل البعض الآثم ،ليس كرما ولا شهامة بل بحثا عن جاه ومنصب وغير ذلك من مال حرام لقناعة البعض بأن الطريق إلى المنصب يمر عبر سفارات الدول الكبرى ، ولكنه آثر الإلتزام بالمباديء ليكسب الدارين الدنيا والآخرة ،ويمارس قناعته بحرية الرجال الرجال.
يحق للسيد عبد الهادي صاحب الأمجاد أن يفتخر بأمجاده التي بناها بقناعاته وبما أنجز عن قناعة ، وهو يعلم أن هناك من الفقاعات من برز ليس بحجمه بل بهبوب الريح والإرتباط بالخارج والحصول على جنسيات أجنبية .

نيسان ـ نشر في 2017-04-17 الساعة 10:20

الكلمات الأكثر بحثاً