اتصل بنا
 

ببساطة"بعبع "التقسيم لا يرعبني

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-04-12 الساعة 11:33

نيسان ـ

بعبع التقسيم الذي يطل على المنطقة بين فترة واخرى والذي يعشعش بعقول البعض سهل تفنيده من عدة زوايا، من اهمها وابسطها في الفهم ان القوى الدولية التى تتوهم بامكانيتها في صنع التقسسيم الجديد في قرارة نفسها تعتقد ان الموضوع له اكلاف معنوية ومادية واخلاقية, ليست قادرة عليها وفق الواقع والملموس, فمن قصة تكتل الدول المانحة لغوث اللاجئين السوريين وكيف يدفعون بالقطارة 'للصندوق التمويلي ' نقرأ العناونين وبالطبع التفاصيل .
فبريطانيا وفرنسا في بدايات القرن الماضي كانتا قوى دولية بمعنى الكلمة وكانت امنية على مشروعها الاستعماري التقسيمي وواثقة من انسجامه مع الواقع الديمغرافي والاثني ووالواقع العام وهي حينما اجازت ونفذت سايكس بيكو اللعينة 1916وسان ريمو القميئة 1920ووعد بلفور المشؤوم 1917.. كانوا يدركون التبعات المالية والسياسية والاخلاقية والمعنوية وثقلها ولم يكترثوا, لكنهم للان لا يزالون يئنون من اوجاع اثامهم بحق الشعوب المضطهدة والمغلوبة على امرها ومنها شعوبنا العربية فهم في دائرة المجرمين والطغاة وفي دائرة الملامة الاخلاقية الى ابد الابدين .!
ومثالا لا حصرا ...في القرن العشرين ومن مصلحة الدولة الكيانية 'اسرائيل 'التي هي ايضا صناعة التجزئية , ارادت ان تصنع لها شبيها لتكتسب شرعية شعوب المنطقة وانظمتها والعالم ,فأنشأت دولة جنوب لبنان في عام 1979 لم تستسطع حمايتها وديموتها فسقطت صريع المقاومة والارادة الشعبية ورفض الكيان الدخيل الجديد ! .
وفي قبرص صنعت دولة شمال قبرص سنة 1983 ظل الاتراك الوحيدين الذين يتعاملون معها وهى عبء تقيل على تركيا التي تبنت امومة وابوة دولة شمال قبرص ولم تستطع اشفاء غليل القبارصة من اصل تركي بحلم دولتهم القطرية !.
وشمال العراق بعد سقوط النظام العراقي لم يجرؤ الاكراد ولا من يدعمهم ان يعلنوا نشوء دولة كردية ,لان لا احد من الكبار قادر ان يتحمل عبء نشوء دولة كردية في الشمال، ورغم غنى الشمال وثراة والقبول به من الجوار باعتباره ملاذا وبيئة خصبة لجمع المال والاستثمار .
وصعب ان يتكرر الامر في ايران ولا في روسيا ولافي تركيا ولا حتى في المانيا ..لانه بمجرد ان تكر السبحة فتقوم دولة كردية في سوريا مثلا كدولة قابلة للتجزئية كما يحلمون ويتوهمون ستنشأ دول كردية في كل الامكنة التى يتواجد بها الاكراد وهذا ليس بصالح الدول المستضيفة ولا دول راعية التقسيم الجديد الذي يعشعش في الادمغة فقط !
وقس على ذلك تجربة السودان الانفصالية في عام 2011وجوانبها الكارثية على جنوب السوادن اولا ..
وغزة حتما في البال وفي بالنا مشروع الدولة الحمساوية الذي يسقط تدريجيا بفعل المشروع الاصلاحي لحركة حماس وتراجعها عن نظرية الجهاد .
اكتفى فقط بهذه الاستشهادات لانني بغنى ان نقول ايديولوجيات!!

نيسان ـ نشر في 2017-04-12 الساعة 11:33

الكلمات الأكثر بحثاً