اتصل بنا
 

مشاركة البشير في قمة البحر الميت

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2017-03-29 الساعة 09:12

نيسان ـ

لعل أبرز ما يستحق الحديث عنه بالنسبة لمؤتمر القمة العربية في البحر الميت على المستوى العربي ،هو مشاركة الرئيس السوداني فخامة الرئيس عمر البشير ،الذي يمتلك خصوصية كبيرة تجعلنا نكتب عن مشاركته في القمة بهذا الحماس.

قبل أيام طلبت منظمة ما يسمى ب'هيومن رايتس ووتش' من الأردن منع الرئيس البشير من الهبوط في أراضيه أو تسليمه إليها وفق احكام ظالمة صدرت بحقه ،منمنطلق الحقد على السودان وعليه شخصيا لتجرئهعلى قول لا للعبث الإمبريالي الذي حاول الهيمنة على السودان ،وحرمانه من إستغلال نفطه ،لكن الخرطوم تصرفت بحنكة وذكاء ،وأخرجت نفطها بالتنسيق مع الأصدقاء الناعمين وهم الصينيون بطبيعة الحال ،وقد رفض الأردن هذا الطلب غير المنطقي ،وإستقبل جلالة الملك عبد الله الثاني أخاه العزيز فخامة الرئيس البشير في المطار .
الحديث عن مشاركة فخامة الرئيس البشير في قمة البحر الميت له شقان،الأول أن الأردن الرسمي ممثلا بجلالة الملك عبد الله الثاني تصرف بحكمة الرجال الحكماء،ونظر إلى المصلحة الأردنية العليا التي تصب بدورها في المصلحة العربية العليا ،وعزز مفاهيم التضامن العربي ،ولذلك تفضل جلالته وإستقبل أخاه في المطار ،تعبيرا عن إحترام الذات أولا وإحترام الأخ الذي ليس هو ضيفا ، ليرسل العديد من الرسائل في كافة الإتجاهات ،وكمنحن بحاجة لمثل هذه الحكمة التي لو إمتلكناها لما وصلنا إلى ما نحن فيه وعليه منمذلة ومهانة وفرقة.
أما الشق الثاني في هذا الموضوع فهو متانة وصلابة موقف فخامة الرئيس البشير وثقته بنفسه وبجلالةالملك عبد الله الثاني ، وقدرته على تحدي رياح السموم الإمبريالية التي تعبث فينا منذ مؤتمر كبير الإمبرياليين الغربيين السير كامبل بانرمان صاحب وثيقة بانرمان السرية الصادرة عن مؤتمر كامبل الذي عقد في لند عام 1905 وهو عام إكتشاف النفط العربي وإستمر حتى العام 1907 ،وفصل كافة مراحل الهيمنة على المنطقة العربية بوجه خاص.
ليست هذه المرة التي يتحدى فيها فخامة الرئيس عمر البشير قرارات المحاكم الإمبريالية التي تقف بالمرصاد لمن يحرصونعلى مصالح بلادهم،وشارك في العديد من المؤتمرات الإفريقية ،رغم الطلب من المضيفين منعه من الدخول إلى بلدانهم ،وضرورة تسليمه للمكحمة الدولية في حال غادر الخرطوم ،ولكنه غادر الخرطوم وشارك في تلك المؤتمر وعاد إلى السودان معززا مكرما.
لا يخجل الغرب الإمبريالي بغض النظر عن المسميات والتسميات من ممارسة نهج الكيل بمكيالين وغض الطرف عن المجرمين الأصيلينالذين عبثوا بمصائر الشعوب ودمروا بلدانا وحضارات ،وأعني في المقدمة رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل النتن ياهو الذي يسافر إلى أقاصي الدنيا ولا يجرؤ أحد على إعتراضه مع أنه مجرم أشر.
ودليلا على هذا السياسة المنحازة هدد الرئيس الأمريكي بوش الصغير المجنون الحكومة البلجيكية بشطبها عن الوجود وإجبارها على إعلان إفلاسها في حال إستمرت بمحاكمة الإرهابيين كل من السفاح الصهيوني شارون والسفاح الأمريكي الجنرال فليكس الذي إرتكب مجازر وحشية في العراق المحتل.
شكرا لفخامة الرئيس البشير الذي عمق التضامن الإفريقي بمشاركته في المؤتمرات الإفريقية ،وشكرا للرؤساء الأفارقة الذين لم يمكنوا الإمبريالية من الرئيس البشير،وشكرا له مرة أخرى الذي عمق التضامن العربي بمشاركته في قمة البحر الميت ،والشكر كل الشكر لمليكنا عبد الله الثاني الذي لم يرضخ للضغوط ورفع رأسه ورؤوسنا عاليا.

نيسان ـ نشر في 2017-03-29 الساعة 09:12

الكلمات الأكثر بحثاً