اتصل بنا
 

منذ السبيعينات وجرس الانذار يقرع .. ولا من مجيب

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-01-25 الساعة 22:14

نيسان ـ

اوائل سبعينيات القرن الماضي كنت ارقب التحولات الاجتماعية في لبنان عن قرب, ومن قبيل الاستعداد للتوجة لبيروت للدراسة فيها, فانا بحاجة الى التكيف ولو'تيمنا 'مع ما يجري ويدور هناك؛ منعا للصدمة الحضارية، وللاسف هناك كان يجري السوء بلحمه ودمه رغم ان البلد ايضا كان يعج بالمنارات الثقافية والفكرية والفنية والسياحية والترفيهية وبلد الملذات 'والمجون كما يحلو للبعض اطلاق التسمية على من يعيش الحياة بتفصيلاتها، وبعيدا عن منطق الفحشاء والخطيئة والحساب الاخروي .

وبلد ان شئت ام ابيت كان عامرا ايضا بالسجال السياسي الفكري وبحراك طلابي جامعي ثانوي؛ متأثرا بالحراك الجامعي في فرنسا ايام ديغول، وسقوط ديغول بفعل ذاك الحراك الطلابي، وحراك سياسي للاحزاب وللانظمة العربية وعسكر العرب، وهم ضباط الانقلابات الفاشلة الذين وجدوا في بيروت ومقاهيها ملاذا ومتنفسا من ضيق وحصار .!
التقطت ذهنيتنا سلوكا سلبيا تمثل بالانتشار الافقي والعامودي للجريمة وتنوع وتعدد دواعيها، وانذاك حملت تصورا اوليا مستعجلا ان لبنان ايل الى الفوضى فعظمت من فرصة الهجرات القسرية من الجنوب اللبناني الى بيروت وضواحيها على وقع القصف الاسرائيلي للقرى هناك , وقد حصل ما توقعناه بما اطلق عليه لاحقا بالحرب الاهلية الثانية التى تحملت وزرها دكاكين سياسية المرتبطة بالخارج والمدعومة بالوجود الفلسطيني التنظيمي المسلح، وامراء حرب وتهريب فسالت الدماء وعم الخراب وتعدد المتورطون والممولون والقضايا مدار الخلاف وقضايا غير سائرة في المدار لكن فرضت ايقاعها .
وفي مصر بعد عبدالناصر شهد هذا البلد العربي تحولات معاكسة للنهج الناصري وبما عرف انذاك بصراع المنابر مع السلطة البولسية والزج بكل القوى السياسية المصرية اليمنية واليسارية والوسطية والمحسوبين على النظام بما فيهم صحفي النظام 'هيكل ' وفيما سمى الشارع المصري حالة البلد انذاك بحالة' ابي زعبل 'فمصر تمتلىء بالسجناء اضافة للهاربين السجناء الى الخارج والمنفيين بالداخل وفساد الصوت الواحد وبحيث لم يسمح الا براي واحد .
وفي الوقت ذاته بدأت تزكم الانوف في مصر روائح الفساد عبرت عنه انهيارات لافتة لعمارات سكنية بعشرات الطوابق على قاطنيها وقيل -انذاك -ان الغش في البناء علامة فارقة للفساد في مصر وفساد السلطة ومحازبيها ومناصريها ومنظريها اضافة الى كلام عن صفقات مريبة لغذاء غير صالح للاستهلاك دخل الاسواق المصرية وقيل ان حالات تسمم وتبعتها وفيات لافتة وبالالاف .
هذا في لبنان في السبيعينات وهذا في مصر بعد وفاة الرئيس المصري عبدالناصر وسقوط تجربة الناصرية والانهيارات في كل شيء في منظومة القيم ,في النظام التعليمي بشراء الشهادات وتفشي رشاوى الهيئات التدريسية بمختلف التدرجات والانهيار في النظام الاسري والهجرة الى بلاد الله الواسعة بحثا عن رزق اوسع ونشوء العشوائيات.
الان في الاردن نكابر وننفي لكن هناك جريمة لافتة للنظر وتقشعر لها الابدان وبدون الدخول في التصنيفات فالجريمة ,جريمة و..انهيارات الجوفة جريمة وما بينهما من خطب عصماء تطلق النذير والوعيد تؤسس لحالة عمادها الاستجداء وهو سلوك غير متداول، فهو جريمة وان كانت ذات طابع سياسي او محفزاتها سياسية كح .
وتبشر بمرحلة تحول اردني ليس ايجابيا بل تحول سلبي ,نعبر عنه بمخاض داخلي يكشف عن حالة دموية هنا وهناك وهو يقول لا للاصلاح ولا للتغيير وهذه تعبيراتنا باطنينا، نحن دواعش ومظهريا نحن نفتعل او نبرر جرميتنا بالاعتلال النفسي العقلي والادمان على المحظورات، ناهيك عن انكشاف الطبقة السياسية سواء اكانت في الحكم او رسمت لحالها مشهدا للمعارضة بدون برامج بديلة وطبقة المثقفين المتهالكة بفعل ضغوط الحياة ونظام تعليمي .
ولان الامر يفهم ان كل السياقات تصب في خانة اننا نزحف برضانا نحو الهلاك بتعريتنا ماليا واقتصاديا ورفع الغطاء عنا نكتب ونحذر علنا نقرع الجرس !

نيسان ـ نشر في 2017-01-25 الساعة 22:14

الكلمات الأكثر بحثاً