اتصل بنا
 

كومي العامل المسرّع في إسقاط ترامب

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-05-06 الساعة 12:18

نيسان ـ

مقابل جهله المطبق في العمل السياسي وفن بناء التحالفات وإتباع الإستراتيجيا والتكتيك حسب الحاجة والظروف،فإن الرئيس الأمريكي الطرمب ترامب ،الغريب عن البيت الأبيض وتقاليده ،يتقن فن إجبار الجميع على الإبتعاد عنه ،بمعنى انه ماهر في صنع الأعداء الذين هم ليسوا أشخاصا عاديين ،بل هم صناع قرار ومتنفذون ووازنون ولديهم خبرات كبيرة في العمل السياسي والإستراتيجي،وهذا يعني أن خسارتهم وإبعادهم حسب أسلوب وطريقة الطرمب ترامب ،وإهانتهم ومحاولة تأليب الرأي العام عليهم ،سيكون حجمها كبير وتداعياتها اكبر واخطر مما يظن ترامب نفسه الذي لا يدري ما يفعل وإلى اين يقود نفسه ،ولعل أغبى نظرية سمعتها منه وهو يخاطب موظفي البيت الأبيض أن من لا يمنحه الولاء التام سوف لن يبقى في البيت الأبيض،وهذا يقابل غباء بوش الصغير المجنون الذي خرج علينا بمقولة من ليس معنا فهو ضدنا.

ناهيك عن الرعب الذي يعيش فيه ترامب في البيت الأبيض ،وملاحقة الفضائح من الأوزان الكبيرة التي تلاحقة وتتوالد مثل الأرانب ضده ،وأهمها بطبيعة الحال الفضيحة المتدحرجة مثل كرة الثلج المتمثلة في تزوير الإنتخابات من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،وقد رفع الحزب الديمقراطي قبل أيام قضية ضد كل من ترامب وروسيا وويكيليكس ،قضية في المحكمة بتهمة التآمر للتأثير في الإنتخابات التي دخل ترامب البيت الأبيض رئيسا متعثرا بناء على نتائجها ،والتي ستطيح به إن آجلا او عاجلا بعد إنتهاء الدور المرسوم له من قبل الحركة الماسونية العالمية.

وكذلك الفضائح الأخلاقية التي لا يعلم إلا الله كم عددها ،لأننا ومنذ دخوله البيت الأبيض ،ونحن نسمع العجب العجاب عن هذا الرجل الذي إتضح لنا انه لا يفهم بشيء ،لأن العديد ممن تحرش بهن وأغواهن كشفن السر وبعضهن لجا إلى المحكمة ،وآخر طبعة من هذا الصنف من الفضائح هو خوف ترامب نفسه من ان صديقه السيد بوتين لديه تسجيلات مصورة لعلاقته الغرامية مع إحدى الغانيات الروسيات.

لم يترك الرئيس ترامب مستشارا أو وزيرا يتمتع بقوة الشخصية إلا وأقاله بطريقة مهينة وشهّر به علانية ،وآخرهم صاحب الحكمة وزير الخارجية السيد تيلارسون ،وقبله بطبيعة الحال وزيرة العدل وكبير مستشاري البييت الأبيض السيد وولف ،الذي كال له الصاع ألف بنشره كتابا إكتسح العالم بعنوان تم إختياره بدقة متناهية وهو 'النار والغضب'في البيت الأبيض بطبيعة الحال.

تفنن السيد وولف في سرد القصص المخزية التي شهدها البيت الأبيض في عهد ترامب ،وما أضفى على الكتاب أهمية هو مصداقيته المتناهية لن السييد وولف إستند إلى روايات متنفذين حقيقيين ولم يشطح خياله بسرد القصص الوهمية ،الأمر الذي اوجع ترامب كثيرا واعلن اكثر من مرة انه لا يعرف وولف وانه لم يره في البيت الأبيض .

وآخر سقطة مكلفة للطرمب ترامب هي قيامه بإقالة مدير مكتب التحقيقات القوي والشجاع السيد كومي ،وشهر به كثيرا بطريقة لا تليق برئيس أكبر دولة في العالم ،ولكن رد كومي عليه كان قويا وصادقا ومباشرا وهو أنه لا يصلح للرئاسة.

عموما فإن عمر الرئيس الطرمب ترامب في البيت المضمون هو حتى الرابع عشر من الشهر المقبل وهو موعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس،وعندها سيقرر يهود مصيره فإن نفذ وعده ،يكونون قد حلبوه ،ويتوجب البحث عن غبي غيره ،وإن تلكأ في نقلها غضبوا عليه وفتحوا عليه أبواب جهنم في واشنطن التي تغلي قهرا منه وغضبا عليه.

نيسان ـ نشر في 2018-05-06 الساعة 12:18


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً