اتصل بنا
 

القران والانجيل ودليل الهاتف

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-02-20 الساعة 12:55

نيسان ـ

في التاريخ الحاضر والغابر قصص وحادثات مشرقة نعود اليها لا من قبيل التزين و المفاخرة او الاستعراض، بل لان فيها دروسا وعبرا تخرجنا من الظلمات التي تخيم علينا، اما بفعل ايدينا او بفعل قوى ظالمة حاقدة لا تريد لهذا الامة، ان تستقر أحوالها فتنتقل وفق نواميس الطبيعة، من الواقع السيئ الى الواقع الافضل، وبالتالي التسليم ،باننا امة تملك مقومات الحياة واستمرارية الحياة والانجاز فيها ولها والفعل الحضاري الابداعي بكل المقاييس والمواصفات ومن اجل البشرية جمعاء !

ففي هذا السياق، تخطر على البال حادثة تاريخية وقعت في بيت تاريخي وفي عام 1989 اظن ان الصديق ماجد شاهين والصديق نبيل طوال يتذكران الحدث الذي سارويه بالتفصيل وردا على المتقوقعين في مسيحيتهم والمتشنجين في اسلاميتهم وعلى خلفية هذا ترك دينه وذاك اعتنق دينا وفي المحصلة لا زيادة في وزن وحضور الدين الجديد ولا نقص وتضاؤل في شعبية الدين 'المخلوع '.

الحادثة وقعت في عام 1989 وفي بيت الراحل« اميل عزيزات» وتفاصيل الحادثة ذات الطابع التنافسي الاجتماعي الفكري، الذي تستجلبه الانتخابات البلدية كعادتها وفي مادبا ذات الخصوصية التاريخية والاثينية اللافتة .

وفي التفاصيل، نجحت جهود صاحب البيت وجمع من اطياف المدينة ووجهائها في التوصل الى صيغة توافقية على خوض الانتخابات البلدية بقائمة الوحدة الوطنية وبتمثيل بائن، وواضح لكل التجمعات من الحي الشرقي والرئاسة اوكلت لهو وتمثيل للمخيم والحي الجنوبي والحي الغربي بكل تشكيلاته الاجتماعية ووسط المدينة 'المسيحين' وغيرهم من الاطياف في مواجهة كتله من طيف واحد .

ولكي يكون هناك التزام بالتصويت لكامل اعضاء كتلة الوحدة الوطنية كان متفقا عليه ان يتم 'القسم 'على الكتب المقدسة ..الانجيل المقدس والقران الكريم وطلب مني رحمة الوالد ان احضر القران فعثرت عليه في مكتبه البيت ولم اعثر على الانجيل، فانطبعت الدهشة على سيماء الحضور الذي ازدحم به الصالون الحواري.

ولاتمام القسم تطوع الصديقان نبيل طوال وماجد شاهين بجلب الانجيل من بيت نبيل لاتمام مهمة وطنية اعتقد انها في تلك المرحلة الصاخبة في حياة مادبا ..اكتسبت مناقبية وحدوية فريدة من نوعها ولا تتكرر من هنا حليب طويلة.

وكالعادة، المتضايقون والمتفلسفون والمتعهرون في كل زمن وحدث يتجاوزهم ويتجاوز افقهم الضيق وعشقهم للخبث والمؤامرات ...خروجوا في اليوم التالي ليقولوا ..'اقسمتم اقسموكوا '. على .دليل الهاتف.

ونجحت 'الوحدة الوطنية' ولم ننحج الان كدعاة مناقبية وحدوية, فسرعان ما ننزوي في 'قرنا 'الطائفية والاقليمية والعشائرية والمناطقية وسرعان ما نتخلى عن الوطن امام مصالحنا الضيقة وانانياتنا ولهاثنا نحوالكراسي والمناصب وربما شرائها باباخس الاثمان وعلى انقاض المبادئ الاصيلة..

عودوا للحقائق والوقائع الناصعة في التاريخ القريب ففيها دواء نافع من الاوجاع ربما وشفاء من الامراض« هي احتمالية واردة» قبل ان تستفحل و تنخر الجسد والعظم.

نيسان ـ نشر في 2018-02-20 الساعة 12:55


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً