اتصل بنا
 

لا بد من موسكو وقد غدت في الجوار

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-02-16 الساعة 10:34

نيسان ـ

تعددت زيارات الملك عبد الله الثاني لموسكو خلال عقد من الزمن، وبالتالي تعددت لقاءاته بالقيادة الروسية والسبب واحد، كون الدولة الروسية غدت الى جوارنا وسياساتها اصبحت حجر الرحى في المنطقة الاكثر توترا في العالم شئنا ام ابينا.
وليس هناك ادنى شك ، من ان زيارة الملك الحالية لموسكو ولقائه بالرئيس بوتين«ثعلب السياسات العالمية» كما يطلق عليه وبقية القادة الروس استثنائية من عدة جوانب، لكون الوفد المرافق للملك رفيع المستوى بضمه لرئيس هيئة الاركان ومدير المخابرات العامة ووزير الخارجية ما يعطي دلالة واضحة ان الملفات الامنية الثنائية حاضرة بكل دفء رغم برودة اجواء العاصمة الروسية الشديدة والملف الامني الاقليمي الاكثر حضورا والاكثر توترا وكذلك الملف السياسي و ملف العلاقات الثنائية الاخرى لا بد.. من ان تحظى باهتمام القمة الروسية الاردنية الجديدة القديمة وبكل تأثيراتها وتفصيلاتها وتعقيداتها.
لقد ضغطت اكثر من حادثة امنية وتطور على ارض الواقع شهده الاقليم لعقد اللقاء الروسي الاردني وخصوصا، الاشتباك الجوي السوري الاسرائيلي واسقاط طائرة اسرائيلية وسقوط شظايا صواريخ على الاراضي الاردنية وقبلها سقوط طائرة روسية ومقتل احد طياريها قريبا من المناطق الاقل توترا التي ساعد الاردن على قيامها فوق الاراضي السورية وتوتر المنطقة ككل من ناحية ان الاسرائليين ارتبكوا كثيرا وذعروا اكثر من، هذا التطور الدراماتيكي الامني ، الذي لم يلمسوه منذ عقدين، من الزمن وبالتالي اصبح الكيان الامن مهددا ونظرية الردع الاسرائيلية بالضرورة مفككة وهشة، والمخاوف الاردنية في محلها كون الاردن والمواطنين الاكثر تضررا ان تطورت الامور في جانبها العسكري الاسرائيلي السوري الروسي.
لقد اقترب الاردن كثيرا من موسكو وفي ظلال استراتيجية سياسية اردنية تفتش عن« البدائل» بمرونة و بالطبع عن التوازن العادل في العلاقات الدولية بحيث لا تضع كل« بيضها في سلة واحدة» وبحيث ايضا لا تحشر في الزاوية الضيقة او «تفوت في الحيط» حين لا يفهمها الاخرون او حين يحاولون مسكها من يدها الموجوعة او حين تضطرب المصالح وتتناقض.

نجحت عمان في قراءة المشهد السياسي الاقليمي بدقة فروسيا في الجوار بوجودها العسكري الواسع على الارض السورية وحضورها السياسي القوي في الازمة السورية، بحيث انها الرقم الاصعب وبالتالي ادركت عمان بدقة الحضور الروسي القوي والمؤثر في السياسة الدولية وان كلا الحضورين فيهما ضمانة للمصالح الاردنية في ازمات المنطقة وتأثيراتها سواء على صعيد الازمة الفلسطينية والسورية والبحث عن تسويات عادلة لهما ومقاومة الارهاب والمصالح البينية الروسية الاردنية خصوصا في السياحة الدينية والسياحة بشكل عام والتعريف بالاردن بانه بلد التسامح والحريات في منطقة ،الحروب الدينية تستعر وتتواصل جيلا بعد جيل.

ذهاب القيادة الاردنية برئاسة الملك على عجل الى موسكو يؤكد من جديد انه لا بد من روسيا وقد غدت في الجوار عسكريا وسياسيا ونفوذا وتاثيرا واسع النطاق بحيث لا يمكن تجاهله او تخطيه او القفز عليه.!

نيسان ـ نشر في 2018-02-16 الساعة 10:34


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً