اتصل بنا
 

توبة أردنية أم ردة فعل دفاعا عن كراسي مهددة

نيسان ـ نشر في 2017-12-11 الساعة 15:47

نيسان ـ

سبق إعلان ترامب القدس عاصمة “لإسرائيل” إهمال تام لنظام الحكم الأردني، والقفز عنه إلى دول الخليج. ولكن ذلك تم بعد أن رسّخ نظام الحكم الأردني عدة قواعد عسكرية أمريكية في الأردن قافزا عن الدستور وعن البرلمان. وكان أخر ما تم في هذا السياق تسليم مطار المفرق إلى شركة يهودية تمثلها “لوسي دنكن”، وتحويل المطار إلى قاعدة جوية للتعامل مع “دول الجوار”.

الموقف الرسمي الأردني بعد إعلان ترامب، والذي تمثل بتشجيع التظاهر والنزول إلى الشارع ودعمه والمشاركة فيه، وإخفاء رجال الدرك عن المسرح، ومن ثم التوجه إلى تركيا وبدء التعامل معها ، موقف ترحب المعارضة به وتقبله، إذا استطاع نظام الحكم الأردني أن يثبت أنها توبة أردنية وتغيير في النهج وليست ردة فعل للدفاع عن كراسي مهددة. وليثبتوا ذلك يتطلب الأمر موقفا حاسما في اتخاذ عدة قرارات سريعة تناسب المرحلة ولا يمكن تصديق الموقف الرسمي بدون اتخاذها وهي:


1 – لا نقبل استبدال سفيرة “إسرائيل” بسفير جديد. فكلاهما يؤمن أن شرق النهر لهم. والمطلوب إغلاق السفارة، ولا توجد فرصة سياسة مواتية حتى هذا التاريخ أكثر ملائمة من هذه الفرصة لمثل هذا القرار.

2 – إلغاء اتفاقية الغاز مع الكيان بدون لف أو دوران. وخلاف ذلك نكون مستمرين في وضع الاستسلام.

3 – رفع يد الأجهزة الأمنية عن الحياة السياسية، شاملة الانتخابات والأحزاب والنقابات ووقف الملاحقات للناشطين السياسيين، وإلغاء الأحكام التي صدرت بحق رموز وطنية بهدف حرمانهم من العمل السياسي.

4 – إعادة عدة مليارات من الديون وأموال الأمة المنهوبة، والتوقف عن سياسة الجباية وفرض الضرائب والهدر لمواجهة المرحلة.

5 – التخلص من رموز العمالة والفساد والمرتزقة ومزدوجي الولاء في الهيئات الحاكمة والأجهزة الأمنية، حيث ثبت أنهم غير مؤهلين للعمل السياسي وهم من يتحمل مسؤولية وصول الوطن إلى هذا الوضع.

6 – العودة إلى الكفاءات الأردنية المهمشة والمعطلة والملاحقة، لأنها هي وحدها القادرة على العبور بالوطن إلى بر الأمان. وسيكون أمام هذه الكفاءات كثيرا من الخطوات والقرارات اللازمة لاتخاذها مع فهمها التام وإدراكها للتوازنات الدولية.

لا أريد أن استرسل، ولكن قبول النظام أو رفضه مثل هذه الخطوات هو المؤشر الحقيقي عن مواقفه وهل هي توبة أو ردة فعل دفاعا عن كراسي استهلكت وأصبحت مهددة.

أن تبدأ متأخرا خير من أن لا تبدأ أبدا.

نيسان ـ نشر في 2017-12-11 الساعة 15:47

الكلمات الأكثر بحثاً