اتصل بنا
 

من يشاركني بمزرعة؟

نيسان ـ نشر في 2017-11-17 الساعة 18:48

نيسان ـ

من يشاركني بمزرعة؟ غرفتان عاليتان ومطبخ ضيق وشرفة فوق النافذة. مزرعة في جبل من جبال عجلون أو جرش أو في سهلٍ إربدي، وإذا كان الشريكُ جنوبيًا نبني مزرعتنا على كتفِ هضبةٍ كركية. مزرعة نعلقُ على بابها 'يمنعُ استخدام الهاتف وتمنعُ النميمة'، نرصفُ الطريق بحجارةٍ ملساء مثل بطّات الصبايا، نكّحلُ طوبَ الجدران بكحلٍ بدويٍ باعهُ الدوّاجُ توًا لصبيةٍ من بني فرح.

سأحفرُ حفرة الزرب، أقطعُ شجرةً ميتة وأصنعُ من قرميتها طاولة، أبني قنَّ الدجاج وأرفع برج الحمام عاليًا لتهدلَ حمامة في الخمسين بسجعٍ مُرتبك. نرفعُ البنورة على عمود السقف الحديدي، نملأ الجدران بالكتب، نستخدم الببور والدّلة الزرقاء لنشرب القهوة بفنجان عربي تمتد عروقه على سرة اهتزازه. قهوتنا ساخنة، لا تبردُ أبدًا ومن سيقول 'قهوتكم دافية' يقتلُ تحت الشجرة الملولة.

من يجلسُ هناك وأقرأ عليه قول حافظ الشيرازي: هرگز نمیرد آن که دلش زنده شد به عشق / ثبت است بر جریده عالم دوام ما: 'محالٌ أن يموت من أحيَّا قلبهُ بالعشق/ فخلودنا مسجلٌ في صحيفة الوجود'. من يسمعُ معي المطرب شجريان وهو يشدو برائعة الرومي 'لا تتركني وحيدًا'. من يرقصُ رقصة الدراويش بعد الكأس السابع؟.

هناك 'في المزرعة' لا مكان للأعداء، للخصوم، لأصدقاء الضرورة، للخديعة، للشهوة، للكذب، لتجميل الكلام .. كل شيء سهل وحقيقي، بعيدًا عن الناس وشر الجمهرة. هناك رؤوس صافية وابتهاج مضاعف وغمازات نسائية تطوف في مدى السماء مثل عطر الطالبات.

نيسان ـ نشر في 2017-11-17 الساعة 18:48


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً