اتصل بنا
 

سأعتذر لطلبتي

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-09-20 الساعة 08:52

أستاذ يعتذر لأبنائه ويكشف عدم حصوله على التوفل
نيسان ـ

أبنائي وبناتي...
وبينكم الآن من يحمل الأستاذية في تخصصه وعشرات منكم في مجالات الحياة المعرفية والعلمية ، بينكم الأطباء والمهندسون والمعلمون وكبار الموظفين والضباط فربع قرن من التعليم تعيش بي وأحيا بها ، بدأتها معلما في الصفوف المجمعة معلما للعربية والتاريخ والتربية الإسلامية والجغرافيا والتربية الوطنية في غرفة صفية تجمع طالبة في الصف التاسع وطالبين في السابع وآخرفي السادس ،مرورا بمدارس ثانوية كبرى ومدارس شرعية وأخرى فندقية وليس انتهاء بمدرسة المقام كبرى مدارس مدينة العين الإماراتية ، ثم عضوا في المناهج ورئيسا لقسم اللغة العربية في إدارتها ،شاركت في تأليف عشرات الكتب التي درستموها بالعربية والتربية الوطنية وحررت أضعافها لتكون بين أيديكم مسبوكة بلسان عربي قويم .
والتقيت بعضكم في الجامعة وشاركت في تأليف كتبكم التي تدرسون ، بل وألّفت لمحبي العربية من غير الناطقين بها .
لقد اكتشقت -ياأبنائي- متأخرا أنني كنت أخدعكم إذ كنت أعلمكم كل هذا دون أن أحصل على (التوفل) (أبو الخمسمية الطازج) الذي تضعه الجامعة في كفّة وكل منجزنا في كفّة أخرى .
فأنا أعتذر إليكم أنتم أبنائي الذين كنت أحدثكم عن الوطن وعن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص .. أنتم الذين علمتكم أن الإرهاب لالغة ولا دين ولالسان له ، وأنتم الذين أخبرتكم أن العنف مجلبة للعار ، وأن الأردن دائما يستحق الأفضل .
لكم أنتم أعتذر
للشجر والحجر
وللسرو في ساحات الأردنية
ولبرج الساعة الذي وقفت عليه مطالبا لكم باتحاد للطلبة ذات عنفوان وشباب ..أعتذر لنيسان
أعتذر للفراهيدي وبحور الخليل
أعتذر للحال والتمييز
أعتذر لقوله تعالى 'ألم تكن أرض الله واسعة'
أعتذر لكل هذا
ولكنني لن أعتذر 'لحروف العلّة'
فأنا لاتوفل لي ..
فاعذروني إن صنعت بيدي لساني.
فهذا درسي الأخير لكم لتتعلموه.

نيسان ـ نشر في 2017-09-20 الساعة 08:52


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً