اتصل بنا
 

مشاهدات من اجتماع الحويطات في الجفر

نيسان ـ نشر في 2017-07-23 الساعة 11:19

مؤتمر قبيلة الحويطات في الجفر: تضامن وتنظيم ضد الظلم والحكم الجائر.
نيسان ـ

أخذتنا قلوبنا حيث عقولنا وتوجهنا الى الجفر ..وكأنها اخذتنا لنرى ثامن العجائب وثامن القارات ..كان يوما ثامنا وجهة خامسة ..كان زمنا قديما ..تاريخه قديم ..عندما ترى الكل قام وانتفض على الظلم الواقع على الانسان..بعيدا عن العشائرية وبعيدا عن المعارضة والموالاة ..وبعيدا بعيدا عن والجاهة والنفاق والجغرافية، فلا دافع ولا محرك لهم إلا الظلم الذي غدا أمراً جللاً في مخالفة لأبجديات عدالة الأرض والسماء. ثم ألم يحرم الله الظم على نفسه عندما ورد ذلك في الحديث القدسي:' يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا.'
صور ومشاهدات من مؤتمر قبيلة الحويطات في الجفر تبدّت بأحسن صورها بعد نكأها الظلم والحكم الجائر على الجندي الاردني معارك ابو تايه الحويطات، ومس كرامة العسكرية الاردنية، تلك المؤسسة التي نتمنى الحفاظ عليها وعدم المساس بها؛ لأنها سياج الوطن وحصنه المنيع الذي لا يجب ان يخضع للاهواء وللمصالح والحسابات.
في مؤتمر الحويطات تشرفت وعدد من اصدقائي بالذهاب اليه للمشاركة والتضامن مع معارك وكل أحرار الأردن وشرفائه، فانطلقنا من ذيبان بحدود الساعة الثانية عشرة، وادركنا صلاة الجمعة في بلدة القطرانة، وبعدها باتجاه الجفر على الطريق السريع الى ان وصلنا مثلث الجفر، حيث انتظمت سلسلة بشرية من عشرات الشباب والرجال مرحبين بقدوم الضيوف.
إنه التنظيم الذاتي للأفراد والرغبة في إنجاح مشروع وطني بعد التأسيس له وفق قواعد الصح والخطأ، بعيداً عن فخ الظلم الذي أغرق الإنسان والبلاد في مطبات كثيرة، ولا سبيل لتجاوزها إلا بتكاتف الناس بصورة منظمة، تلغي من ذاكرة المجتمع كل أشكال الفزعة العشوائية وغير المنتجة، لصالح حالة وطنية حقيقية، تسعى لتطبيق العدالة بلا مؤثرات.
بالعودة إلى السلسلة البشرية بزيها الأبيض وشماغها الأحمر، تبدأ هناك أولى مراسم الاشتباك الإيجابي بفنجان قهوة يليه حديث أردني يفيض محبة وترحاباً، فتشعر معه أنك في لحظة أردنية صادقة، وستظل علامة فارقة على جبين الجنوب.
'مقر المؤتمر في بلدة الجفر بعد ٤٥كم' بهذه الجملة يودعك المستقبلون لتنطلق إلى وجهتك، حيث يقف نحو مئة من الرجال أصحاب الهيبة والوقار ممن تخرجوا من مدارس المروءة والكرامة والاخلاق، في مشهد يعكس لحمة وطنية صادقة، ولا لبس فيها.
إنهم شباب قبيلة الحويطات، الذين نصبوا الخيم والصواوين وبيوت الشعر وبسطوا الذراع وفردوا القسمات، وهناك روينا عطشنا ولم يكتفوا بذلك فصبوا قهوتهم من دلة عربية، وكأنها تبين عمق اشتباكهم بالارض..الارض التي اقاموا المؤتمر لاجلها، ولأجل تصحيح المسار، وبما يعيد للصحراء أنفها وشموخها، فهي من منحت البدوي سمرته وعزته وكبريائه.
لا يعتقد احد باني ابالغ بشيء مما كتبت، فما شاهدته أبهر الجميع في دقة التنظيم وحفاوة الاستقبال، وبما اننا وصلنا قبل وقت بدء فعاليات المؤتمر، فكانت فرصة ثمينة لرصد مشهد الوفود المشاركة من كل المدن والمناطق والعشائر الاردنية التي قدمت من كل فج عميق، وكل منهم يحمل لافتة تعرف الناس بهويتهم وفي رأسها نقشت وشماً أردنيا هو التالي #كلنا_معارك_الحويطات.
في مشهد تفصيلي، أبلغني احد المعازيب بان المقاعد الموجودة كانت٨٠٠٠ مقعد، وعندها طلب عريف فعاليات المؤتمر من المعازيب الحويطات بان يفسحوا المجال للضيفوف والوفود المشاركة فارتسمت محطة جديدة من محطات الفخر والإباء، لمعازيب افترشوا ساحات مقر المؤتمر جلوسا على الارض؛ كبارا وصغارا شيوخا واعيانا، اغنياءً وفقراءً، حيث لم يجلس معزب واحد من قبيلة الحويطات على مقعد دون ان يجلس اي فرد من المشاركيين على المقاعد.
بدأت فعاليات المؤتمر وبدأ المتحدثون وكان اولهم الشيخ صايل ابو تايه الذي اعطى تصورا كاملا لقضية البطل معارك ابو تايه من الناحية القانونية والواقعية وبكل دقة، إذ كان واضحا بان الرجل يعرف ما يقول، بكلمات واضحة تفيد بمتابعته لكل التفاصيل، حيث كان لديه على المنصه الكثير من الوثائق التي افاد بأنه سيسلم نسخة منها للجميع، وبعد ذلك تحدث الكثير من مختلف الوفود المشاركة؛ فتوحد الخطاب بخصوص الجندي البطل معارك ابو تايه بأن حضور المؤتمر من الوفود المشاركة للحفاظ على الدولة، وللحفاظ على المؤسسة العسكرية، وشرف الجندية والحفاظ على المؤسسة القضائية والحفاظ على كل أركان ومؤسسات الدولة وسلطاتها ومؤسساتها.
في الحقيقة، طلب اغلب المتحدثين بان تعاد محاكمة البطل معارك ابو تايه كمحاكمة عادلة ضمن الاصول والقانون، وختم المؤتمر ببيان يعطي السلطات الرسمية مهلة لمدة اسبوع لتنفيذ بيان المؤتمر وانتهت فعاليات المؤتمر ايضا بالترحيب والوداع حيث كانت الصحراء_صحراء الجفر_ تعج بحضور كثيف وأزمة مركبات لا اعتقد ان مثل هذه الازمة حدثت قبل ذلك في هذه الصحراء، حيث قدر الحضور وعلى اقل تقدير ب١٣٠٠٠ مشارك وقدرت عدد المركبات ب٤٠٠٠ مركبة، وهنا تكمل الدقة الذي قل ما شاهدته، إذ نجحت لجان التنظيم في تأمين خروج مركبات المشاركين بهدوء.
قد لا اكون وصفت لكم مشاهداتي بشكل دقيق، لكنني انتابني شعور ينتابه الغبطة والسرور لما شاهدت من رجولة وانفة وعزة وكبرياء وبصراحة انبهرت من صورة المشهد، التي لن تفارق مخيلتي ما حييت فتحية لقبيلة الحويطات العريقة وتحيه لكل المشاركيين وتحية للبطل معارك ابو تايه الحويطات وتحية لكل الاحرارحيثما وجدوا واينما كانوا وكلنا معارك ابو تايه.

نيسان ـ نشر في 2017-07-23 الساعة 11:19


رأي: المحامي علي البريزات ناشط سياسي

الكلمات الأكثر بحثاً