اتصل بنا
 

ترخيص كريم و أوبر ،،،

نيسان ـ نشر في 2018-04-24 الساعة 12:38

نيسان ـ

في تقرير صحفي نشرته جريدة الغد عن اجتماع عقد بين عدة جهات مسؤولة ،تناول الاجتماع إيجاد حلول لترخيص شركات النقل عبر استخدام التطبيقات الذكية ،حيث نقل عن وزير الدولة لشؤون الاستثمار مهند شحادة قوله في هذا الاجتماع ' أن جل اهتمام الحكومة المحافظة على الاستثمارات في الاردن وأن لا يكون هنالك تأثير على جهة دون الأخرى ' أنتهى الاقتباس .
وهنا نقول لمعالي الوزير مهند شحادة بأن مصيبتنا كبرى إذا كانت الحكومة تسعى وراء مثل هذه الاستثمارات ، فأي مكسب سيطال الدولة الأردنية جراء استثمار تطبيق الكتروني عالمي يسعى للكسب المادي السريع دون أن يستثمر فلس واحد يدخله للبلد ، فنحن نفهم أن الاستثمار الحقيقي هو أن يأتي مستثمرين بأمولهم من خارج البلد ويضخوها بالداخل الأردني في مشاريع أنتاجية تستثمر ثروات الأرض من معادن ونفط وغاز وحتى زراعة المحاصيل ،وهذا ما يولّد ثروات جديدة تزيد من قيمة الدخل القومي السنوي وهذا ما يوقر فرص عمل جديدة ويردف الحكومة بضرائب لتغطية العجز بالموزانة كمصدر بديل عن الجباية من جيوب المواطنيين لتغطية هذا العجز .
وهنا نقول بأن الاقتصاد الأردني قد طفح بالاستثمار الخدماتي وبدأ يأكل بعضه البععض ، فاستثمار مثل كريم وأوبر يأتي على حساب التكسي الأصفر ، وهنا لا ننكر بأن الخدمات التي تقدمها هذه الشركات هي أفضل بكثير من خدمات التكسي الأصفر ، ولكنها بالنهاية لا تضيف إلى الدخل الوطني فلس واحد ، لا بل بالعكس فهي تقتص عمولات تذهب خارج البلد ، ولا توفر فرص عمل جديدة ، فخدمات مثل هذه الشركات وحتى البنوك والمولات والمطاعم العالمية هي خدمات أحلالية ، بمعنى أن هذه الشركات الخدمية تحل مكان شركات قائمة أصلاً ، وكل ما يحدث هو انتقال المواطنيين المستفيدين من هذه الخدمات من شركة إلى أخرى ، وبالتالي انتقال الأموال المستهلكة في مجال الخدمات من جهة إلى أخرى دون أن تضيف فلساً واحداً للدخل القومي . فهل هذا ما تسعى له الحكومة من استثمارات خارجية ؟؟؟

نيسان ـ نشر في 2018-04-24 الساعة 12:38


رأي: م. سميح جبرين

الكلمات الأكثر بحثاً