اتصل بنا
 

حكومة بثلاثة رؤوس

نيسان ـ نشر في 2018-08-11 الساعة 11:45

x
نيسان ـ بقلم محمد قبيلات... الحكومة الحالية لا جديد في جعبتها، فكل ما يمكنها فعله هو التأجيل القليل للقرارات الصعبة التي عجزت الحكومة السابقة عن تنفيذها بسبب الاحتجاجات الشعبية.
لكن دوام هذا الحال من المحال، فالحكومة اليوم باتت أمام حقيقة عدم إمكانية التأجيل أكثر، فليس من خيار غير الاستمرار في رفع أسعار الوقود وعقد دورة استثنائية لمجلس النواب لإقرار قانون ضريبة الدخل المؤجل في إثر أحداث الدوار الرابع في شهر أيار الماضي.
وأخطر ما يمكن أن تفكر به الحكومة، وهو ما يلوح به في الغرف المغلقة، خفض سعر صرف الدينار، حيث أن هناك من يروج اليوم، من داخل الفريق الاقتصادي، لحسنات وفضائل تخفيض سعر الصرف بفك الارتباط بالدولار لجهة دعم السياحة والتخلص من العمالة الوافدة.
وقد مهد لهذه الإجراءات بيان وزارة المالية عن زيادة العجز في الموازنة وارتفاعه خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي إلى 930 مليون دولار مقابل 762 مليون دولار للفترة عينها من العام الماضي.
وليس من جديد أو خارق على مستوى الأداء، ففي الوقت الذي يغرد فيه الرئيس في اتجاه يغرد وزير الخارجية في اتجاه آخر، وقد ظهر ذلك جليا في الموقف من فتح معبر جابر وغيره من المواقف المتعلقة بالأزمة السورية.
في حين يعمل مدير الفريق الاقتصادي على إنفاذ القرارات الإقتصادية الصعبة على طريقته الخاصة التي تلبي مصالح تحالف البنوك، حيث أن كل همه اليوم هو فرض قانون جديد لضريبة الدخل ضمن معايير المشروع السابق الذي سحبته حكومة الرزاز من مطبخ التشريع.
ما يشغل بال الفريق الاقتصادي اليوم هو السيطرة على العجز الناجم عن ضعف الإيرادات المالية من دون المساس بمكتسبات قطاع البنوك تحت ذريعة أن البنوك ستعكس ما يُحصّل منها من ضرائب على المقترضين والمتعاملين مع البنوك من المواطنين ذوي الدخل المحدود، مع العلم أن الزيادة في الضريبة المنوي فرضها على البنوك تتعلق في أرباح هذه البنوك، وهي أرباح عالية بالنسبة لرأس المال المدفوع فعلا من قبل مالكيها.
وقد يرضخ الرزاز لهذه المطالب بحجة عدم المساس بالقطاع المصرفي، كما رضخ للمطالب الفئوية للنقابات أمس الأول، حيث التقى وفدا من نقابة الأطباء ووافق على معظم مطالبهم، والسؤال هنا مَن للفقراء؟ يعني، وعلى فرض آخر، لو دلفت مجموعة من المستفيدين من المعونة الوطنية إلى مكتب الرئيس وطالبت بزيادة بسيطة على رواتب المعونة البسيطة أصلا، هل كان سيوافق الرزاز؟
الحكومة اليوم تائهة، تتلمس طريق النجاة من غير جدوى، وتتنازع خطواتها ثلاثة رؤوس، كل رأس يشدّها باتجاه، ولذلك ترك الرئيس مكتبه وراح يتجول بين الناس من وسط البلد إلى مجمع الشمال مؤجلا النظر بالمشاكل الكبيرة عسى أن تحدث معجزة.

نيسان ـ نشر في 2018-08-11 الساعة 11:45

الكلمات الأكثر بحثاً