سيناريوهات الغد الحكومي...في انتظار اللحظة الحاسمة

إبراهيم قبيلات...فيما تواصل الإشارات والذبذبات إيصال رسائلها المتواترة على أجنحة حمام البرلمان الزاجل بترجيح قواعد وأصول اللعبة السياسية في البلاد حصول الحكومة على ثقة بشق الأنفس، إلا ان منجمي السياسة يضعون سيناريوهات ثلاثة لمستقبل الحكومة في وقت بدأ به العد التنازلي باتجاه لحظة الحسم البرلمانية لحكومة تحاول جاهدة إعادة صياغة مشهدها بما يتلاءم والراهن النيابي المتغير.
ثلاثة سيناريوهات تهمس بها صالونات عمان السياسية، وهي تغوص عميقا في قراءة مستقبل حكومة الرزاز التي حركت المياه الراكدة منذ قدمت محمولة بغضب الشارع، في تكريس لثقافة وعرف سياسي أصيل تحافظ عليه نخب عمان، وتقامر على حتمية حصوله.
ستطمئن الحكومة كثيرا للسيناريو الاول..سيناريو لا يرى 'مطبات' أمام الحكومة في الوصول إلى ثقة مريحة أو صعبة لا يهم كثيراً، المهم أن تحصل على الثقة.
'ثقة' تنعكس في اليوم التالي على الرئيس، فيبدو أكثر عزماً وأكثر هدوءا بعد أن استطاع خلط الأوراق ثم أعاد ترتيبها كما يجب، معتمداً على كفاءته ودماثته ورجاحة طرحه.
يفترض السيناريو الآخر حجب الثقة عن الحكومة وتكليف رئيس جديد، يرجّح المنجمون أن يكون 'الفيصل' ضمن إطار خطة تهدف التماهي والتماشي مع المرحلة 'الترامبية' المرسومة للمنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية إلى جانب إعادة إنتاج المؤسسة التشريعية الأم، في وقت بدأت به ألسنة الناس تنادي بإسقاط النواب بعد أن رأت في الحكومة نصيراً وعوناً لها.
المنادون بهذا السيناريو لم يبحثوا كلف إحداث سابقة أردنية في إسقاط الحكومة على النظام السياسي، ولم يجيبوا على جدوى تكريس ثقافة 'السوابق' في بلد لا يكف أبناؤه عن سؤال أثر تطورات الجار الشمالي ومآلات صفقة القرن وتفاصيل بندودها على الداخل الأردني.
السيناريو الأخير يتمسك بالرزاز رئيسا للوزراء بعد حجب الثقة البرلمانية عن حكومته، بمعنى إعادة تكليفه مرة أخرى شريطة إجراء عمليات جراحية تشمل الفريق والبرنامج الوزاري.
على أن إقرار مشروع ضريبة الدخل يبقى الثابت الوحيد أمام متغيرات في توجهات النواب وفريق الحكومة ولا سيما أن حاجة الرسمي تشتد لإقراره قبل نهاية العام الحالي.
المسح الضوئي سياسياً لكل تلك الخيارات ينتهي عند السؤال التالي: لماذا يذهب الرسمي لخيار حجب الثقة عن حكومة تؤكد نتائج الدراسات ارتفاع ثقة الناس بها وتستطيع ترشيق نفسها بتعديل وزاري وشيك شريطة عدم التدخل بها وبخياراتها؟.