اتصل بنا
 

هاجر يا قتيبة

نيسان ـ نشر في 2018-06-17 الساعة 14:21

نيسان ـ

منذ أسبوعين تقريباً لم أشارك بأي نشاط على الفيسبوك ، ولكني كنت أتابع ما ينشر على صفحات الأصدقاء من منشورات وتعليقات ومقالات منقولة لمعظم الكتّاب الصحفيين والناشطين والحراكيين والتي تتركز جميعها على حكومة الرزاز منذ التكليف مروراً بأسماء التشكيلة الوزارية وتأدية القسم، لكني لم أجد بين جميع ما قرأته ما يلخص المشهد الأردني بالتقاطة عبقرية نادرة سوى مقولة ' هاجر يا قتيبة ' .
بتقديري أن هذه المقولة سترتقي بأهميتها لتصبح قولاً مأثور يوازي لا بل يتفوق على القول المأثور للزعيم المصري الراحل سعد زغلول والذي جاء به ' غطيني يا صفية ،مفيش فايده ' وقد قالها سعد بعد أن تسلل اليأس إلى نفسه من عدم جدوى أية مزاعم لعملية أصلاحية في مصر، وبما يشابه ما يمر به الأردن ومنذ سنوات طويلة من مزاعم كاذبة تدّعي الأصلاح السياسي والاقتصادي .
نعم ، ' هاجر يا قتيبة ' وابحث عن مستقبلك بأي بقعة من بقاع ارض الله الواسعة ،فما من بصيص من أمل يدعوك للبقاء لتأمين مستقبلك في هذا البلد المنكوب بمتنفذين واقتصاديين وسياسيين وفاسدين مستفيدين من الوضع القائم وهم غير مستعدين للتنازل عن مكتسباتهم التي أصبحت بالنسبة لهم حقوق لا يمكن التراجع عنها .
أخيراً أقول ، كان الله بعونك صديقي العزيز دولة الدكتور عمر الرزاز على ما ' تورطت ' به من مسؤولية وكلنا يدرك بأنك تفاجأت ربما مثلنا بأسماء التشكيل الوزاري الذي لم يكن لك نصيب بتسمية أكثر من خمسة إلى ستة أسماء منه ، وباتت كل تطلعاتنا أليك تنحصر بقدرتك على المحافظة على وضع البلد كما تسلّمته من سلفك ( أي لامزيد من الضرائب وزيادة الأسعار ) ، فلا توجد هناك أية مؤشرات تفيد بأننا سنخرج من ' عنق الزجاجة ' بالمدى المنظور من السنوات القادمة إلا بمعجزة في زمن أنعدمت به المعجزات .

نيسان ـ نشر في 2018-06-17 الساعة 14:21


رأي: م. سميح جبرين

الكلمات الأكثر بحثاً