اتصل بنا
 

إهانة الفيصلي من فنان ابتعد عن الشارع فصارت كوميديته مسخرة

نيسان ـ نشر في 2018-05-26 الساعة 23:37

x
نيسان ـ

وكأنه قدر الأردنيين أن يعيشوا فترة الانحطاط في كل شيء. في السياسة وصلنا الدرك الأسفل ولم نتعلم بعد أبجدياتها، وفي الاقتصاد مجرد غطاء، وما تحته عفن لا يعلمه الا الله.
أما في الكوميديا السوداء فعليك أن تتفاجأ من رداءة الفكرة والسيناريو والاخراج في آن.
إنه زمن الهبوط إذ يقتحم أسوار المدينة، ثم يعيث بها تخبطاً ورداءة وصلت حد الفن والكوميديا.
هاج الشارع بعد أن وصف الفنان عماد فراجين فريق الفيصلي بـ'الحفرتلية'، في مشهد تلفزيوني هابط، فيما يظن 'الفنان' نفسه قدم مشهدا ينتقد عبره جمهور متزمت في إطار محاولة إنتاج حالة كوميدية ساخرة لتصويب الخلل وتعديل مساره.
كان الرجل مضحكا حتى عرفته الشهرة فصارت مشاهده تدعو الى النكد. الرجل وقع في شر الشهرة.
الرجل لم يعد في الشارع، خرج من الاحياء الشعبية واقترب أكثر من رؤوس الأموال فلم يعد يضحك الناس. مسخرته صارت مستفزة.
حتى اللحظة نرى في شاشة الأردن اليوم شيئاً مختلفا عن البقية، إذ تقدم وجبة غنية لجمهورها، إنها تنبش عميقا فتحاكي وجع الناس الاقتصادي والسياسي في وقت تلتزم به أغلب شاشاتنا الصمت والحياد السلبي.
أدرك أن محمد العجلوني يتقبل النقد كما يتقبل المديح، فهذه شاشتنا ومن حقنا أن نخشى عليها، وعلى محتواها، وحتى لا تصبح مع الأيام مجرد فضائية مرخصة للشتم حينا ولدس السم في الدسم حنيا آخر نقول للعجلوني 'إنتبه'.
بعد حلقة فراجين علينا إعادة التفكير بطبيعة العلاقة بين الفن والقيم في المجتمعات؛ لنصل إلى منتج فني يصوغ فكرته بإبداع جمالي من دون الحاجة إلى استثارة الشارع عبر نكئ جراحاته لا مداواتها.
نؤمن بأهمية الفكرة الفنية باعتبارها محركاً أساسيا ودافعا مهما لإنتاج أعمال فنية تحارب التشظي والانقسام، وفق معايير قيمية، تنحاز للقيم الإنسانية الأسمى، حينها يصبح للفن رسالة وقيمة.

نيسان ـ نشر في 2018-05-26 الساعة 23:37

الكلمات الأكثر بحثاً