اتصل بنا
 

نعم نشعر بالفخر.. ولكن

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-05-25

x
نيسان ـ

من يمكنه أن يمنّ على الشعب الاردني بالمرتبة المتقدمة التي قال البنك الدولي اننا وصلنا اليها في معرفة القراءة والكتابة.
الحكومة؟ ماذا عن خصخصة التعليم التي تقودها منذ سنين. وزارة التربية؟ ماذا عن قلق التشريعات والتخبط القائم في المناهج.

في الخبر ان البنك الدولي أعلن عن تصنيفه للدول المتقدمة في معدل القراءة والكتابة بين البالغين، (15 سنة فأكثر). ووفق ما أظهرته بيانات البنك فان المملكة الاردنية الهاشمية ظهرت في مرتبة متقدمة بين دول العالم من حيث معدّل معرفة القراءة والكتابة بين البالغين (15 سنة فأكثر).

وجاءت المملكة في مقدمة دول العالم، وليس فقط العالم العربي، وبالطبع جاءت متقدمة على دولة الكويت وعلى تركيا والسعودية وتونس ومصر والمغرب.

لا مؤسسة يمكن لها ان تشعر بالفخر وتمنّ على الاردني بذلك إلا مؤسسة واحدة. الاسرة. أما الحكومة فلتتذكر خططها لخصخصة التعليم قبل ان تعلن انها تشعر بالفرح.
نعم ربما للحكومة فضل المباني. وهذه ليست لهذه الحكومة ولا التي قبلها. ربما للحكومة فضل الأدراج والخشب. وهذه كذلك ليست لها بل لحكومات غابرة.
اما هذه الحكومة. اما التي قبلها فلها سبق قصف التعليم في الاردن وانهاكه، بكل ما يلزم.
من عليها ان تشعر بالفخر ازاء هذا الانجاز هي الاسرة الاردنية. الأب والأم الاردنيون الذين يواجهون معا صعوبات الحياة التي تضعها امامهما خطط الحكومة وسياساتها ورغم ذلك حاز ابناؤها على ما حازوا من تقدم في معرفة القراءة والكتابة.
وكأن الأردنيين يقولون لمن يهمه الأمر من المسؤولين: لا لن تجعلونا أميين، مهما حاولتم وحاولتهم.

لقد عانى قطاع التعليم في الاردن سواء بشقه المدرسي او الجامعي ما تعانيه الاسر من توحش الضرائب وارتفاع الرسوم عليه، حتى صارت الاسر تتحضر لارسال ابنائها الى المدارس والجامعات كما تتحضر الى دخول معركة اقتصادية حامية الوطيس.

في سياساتها بدأت الحكومات الاردنية تتجه نحو خصخصة قطاع التعليم، حتى ما عاد الراغبون في تعليم وتربية افضل لاطفالهم الا المدارس الخاصة، وبعض من المدارس الحكومية.
مدارس حكومية يعاني فيها المعلم والطالب من ظروف استثنائية سواء على الصعيد الاقتصادي او التشريعي وهو ما اضاف الى المشهد المدرسي ظلالا سوداء المطلوب علينا ان ننقذه.
المسألة ليست في القراءة والكتابة. بالتأكيد هذا انجاز مهم. على أنه بداية الطريق. ما نريده تعليما يرفع مستوى الطالب الاردني الى مصاف كان عليه اصلا. نحن لا نريد اكثر مما كان عليه طلابنا في اجيال ابائنا واجدادنا. نحن لا نطمح الى اكثر من هذا.. فهل عاد هذا مستحيلا؟

نيسان ـ نشر في 2018-05-25

الكلمات الأكثر بحثاً