اتصل بنا
 

هل فعلاً ترمب قلق من "النووي" الإيراني؟ قلقٌ طبعاً، ولكن السر في الغاز الإيراني.. إليك كيف ستنتقل عشرات المليارات لواشنطن

نيسان ـ نشر في 2018-05-24 الساعة 21:08

x
نيسان ـ

يشتبه الأوروبيون في أن الولايات المتحدة تسعى إلى تجميد استغلال احتياطات غاز إيرانية ضخمة، عبر فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، في إطار الملف النووي، بهدف زيادة إنتاجها الخاص الذي يشهد ازدهاراً مع الغاز الصخري. وقال مسؤول أوروبي مطلع على الملف، إن 'العقوبات الأميركية ستطال صادرات النفط والغاز الإيرانية الموجهة إلى أوروبا'.

وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية، رافضاً الكشف عن اسمه 'أنها بشكل واضح محاولة جديدة للحد من مصدر إمداد مختلف، لكي يمكن إيصال الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى أوروبا بشكل أسهل وبدون منافسة'.

وكانت واشنطن أعلنت متجاهلة تحذيرات الأوروبيين، عن إعادة فرض العقوبات التي رُفعت بموجب الاتفاق المتعدد الأطراف، المبرم عام 2015، على إيران، مقابل تعهدها بتجميد برنامجها النووي. وتهدد الولايات المتحدة طهران بالعقوبات 'الأقوى في التاريخ'، إذا رفض الإيرانيون شروطهم لإبرام 'اتفاق جديد'، يشمل برنامج إيران للصواريخ البالستية. وحذَّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من أن الشركات الأوروبية التي ستواصل التعامل مع إيران في قطاعات محظورة بموجب هذه العقوبات، 'ستتحمل مسؤولية' ذلك.

الإعلان عن احتمال انسحاب مجموعة النفط العملاقة توتال من إيران وعدة شركات أوروبية أخرى، كان في صلب محادثات أجراها في الآونة الأخيرة في طهران مفوض الطاقة الأوروبي ميغيل ارياس كانتي. وقال كانتي في ختام سلسلة لقاءات أجراها مع نائب الرئيس الإيراني علي صالحي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ووزيري النفط والطاقة، إن 'الإيرانيين يشكون في قدرة الأوروبيين على عدم الانصياع للمصالح الأميركية'. وقد أطلقت الولايات المتحدة استراتيجية البحث عن أسواق لبيع غازها الطبيعي. وصدرت 17,2 مليار متر مكعب عام 2017 نحو موانئ الاتحاد الأوروبي. وبحسب مركز الدراسات 'إي إتش إس ماركيت'، فإن 'القدرة الإجمالية لاستيراد الغاز الطبيعي لدى أوروبا ستزيد بنسبة 20% بحلول العام 2020″.

في كل سنة تستورد دول الاتحاد الأوروبي ثلث احتياجاتها للاستهلاك (66%). في العام 2017 شكّل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز، بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، بقيمة 75 مليار يورو، بحسب الإحصاءات الأوروبية. وحتى الآن، نصف الغاز الذي تشتريه أوروبا روسي، لكن الأوروبيين يسعون إلى كسر هذا الاعتماد على روسيا. وقال كانتي إن 'الاحتياطي الإيراني هائل، وإذا طوَّرت إيران منشآت مناسبة فيمكن أن تتيح لهذا البلد أن يصبح مزوداً كبيراً لأوروبا'.

نيسان ـ نشر في 2018-05-24 الساعة 21:08

الكلمات الأكثر بحثاً