اتصل بنا
 

الحوراني الشهيد

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2018-04-12 الساعة 22:03

نيسان ـ

الحورانيُّ الشهيدُ حمزة الخطيب (13 عاماً). أيقونة الحرية السورية. لَمْ يغادرْ طفولته وحياته بصاروخ 'توماهوك' أميركي، أو إسرائيلي، ولا بحادث مرور.
اعتقلتهُ خليّةُ 'المخابرات الجويّة' التابعة لتنظيم 'أبي حافظ الأسدي' الإرهابيّ، المنافسِ لتنظيمات 'القاعدة' و'النصرةِ'.. وسواها من الهمج.
'المخابرات الجويّة' أطفأت السجائر في جسده. عذّبتهُ بالصعق الكهربائي. أحرقتْ جسده. قطعت عضوه التناسلي. ثمّ قتلتهُ في جريمةٍ مشهودةٍ، سجّلها الإعلامُ العالميُّ، ولا يزالُ دمهُ حُرْجةً حمراءَ في 'سورية الأسد'.
هذا، لئلا ننشغلَ بالهامشيّ والزائفِ في عنتريات 'ترامب وبوتين'.. وننسى حمزةَ، وأطفالَ سورية. فهم الذين يستحقونَ الحزنَ والبكاء، ففي مثل هذه الأيام التي يصعدُ فيها عويلُ الخائفين على مصير الأسد الصغير، كانَ حمزةُ في 2011 طفلاً في وكر الضِباع، يُعذِّبهُ سوريون، بلهجةٍ سوريّة، ويغتالون طفولته، ليشهدَ أنّ 'ربَّهُ بشار الأسد'.
بقايا بيتُ حمزة في قرية الجيزة الدرعاوية لا تزالُ في مناحة، وذلك في المأتم السوري المؤثث بالجثث والأرامل والأيتام والمقابر.
أتذكرُّ بيوت الملايين من أمثال حمزة الخطيب وتمام الصيداوي. ولا آبهُ للقصر الجمهوري، وأحبُّ أنْ أراه حُطاماً، وتحت ركامه القتلةُ والسفلةُ. أتخيّلُ ابتسامةَ الولدِ الحورانيّ، ولا تعنيني الضحكةُ البلهاءُ التي تصعدُ من رقبةِ الدميةِ الطويلة، وتلعبُ بها إيران وروسيا، ويعبدها العوامُ والدهماءُ في بيروت ودمشق وعمّان..

نيسان ـ نشر في 2018-04-12 الساعة 22:03


رأي: باسل الرفايعة كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً